شهادتي لله

لا تنتظروا (الحركات).. ما يزال الوقت مبكراً

1
أعلنت الحكومة أن المفاوضات مع الحركات المسلحة (الشعبية وحركات دارفور) ستعاود انطلاقتها منتصف الشهر الجاري .
حسناً.. ولكن أرجو ألا تصدق الحكومة أي وعود من الوسيط الأفريقي “ثابو مبيكي” أو غيره، بأن الحركات يمكنها اللحاق بتشكيلة حكومة الوفاق الوطني المزمع تشكيلها هذه الأيام، فالأمر قد يحتاج إلى عدة أشهر ليتم التوصل لاتفاق سلام نهائي مع تلك الحركات.
وفي كل الأحوال، ليس هناك حكومة في العالم يمكنها أن تضم (جميع) الأحزاب والقوى السياسية والعسكرية في أي دولة، مهما بلغت درجات الاتفاق والمصالحة.
من الأفضل أن تكون هناك (معارضة برلمانية) على الدوام، و لذا فإن الأوفق أن يكون نصيب الحركات التي تلتحق بركب السلام في المرحلة المقبلة، مقاعد في البرلمان، ومواقع تنفيذية في الولايات، كما كان الحال في جنوب كردفان والنيل الأزرق قبل أن تشعل الحركة الشعبية الحرب في يونيو من العام 2011م إثر سقوط نائب والي جنوب كردفان ” عبد العزيز الحلو ” في الانتخابات على منصب (الوالي)!!.
وأظن أن الأمر مزعج لنا ولهم – إن كانوا يعقلون – أن يأتي أحدهم مباشرة من (الغابة) أو (التمرد) إلى كرسي الوزارة، دون مقدمات!!.
ولا شك أن المعارضة الدستورية من داخل البرلمان هي الخطوة المنطقية التي تدرج المتمردين أو المسلحين نحو الحكم، لو لم تكن (السلطة) هي السبب الرئيس في إشعال حروبهم في دارفور وجبال النوبة، وليس قضايا العدالة والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان .

2

وفي رأيي أن المؤتمر الوطني يمكنه أن يفسح للقادمين مجالاً أوسع في المجلس الوطني ومجلس الولايات، باستقالة العشرات من عضويته (النائمة) في مقاعد البرلمان .
فما المشكلة إذا استقال (60) نائباً – مثلاً – من منسوبي المؤتمر الوطني من المجلس الوطني على أن تجرى انتخابات تكميلية في تلك الدوائر بين مرشحين من الحركات القادمة للسلام بموجب اتفاقيات؟!.
في رأيي.. أن هناك الكثير من الفرص والمساحات التي يمكن شغلها واستغلالها لصالح مستقبل أفضل لبلادنا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية.
3
يصل الخرطوم اليوم وزير الخارجية المصري “سامح شكري” إلى البلاد في زيارة تستغرق يومين .
وقد قلنا رأينا كثيراً ولا نحتاج لترديده، غير آبهين بتخرصات المتخرصين وتوهمات الجهلة ممثلي أجندات ومصالح الدول الأخرى من حولنا .. الكبرى والصغرى .
لا ينبغي الاستهانة بدور “مصر” في التأثير (السلبي)            و(الايجابي) على علاقات السودان الخارجية، مع أمريكا أو مع غيرها .
كل هذه الدول التي نفرح بالعلاقات معها، لن تغنينا عن          “مصر” شيئاً، ولن تكفينا شرها، إذا تآمرت، ولا حاجة لنا في أن ندفعها دفعا للتآمر على بلادنا. 
السياسة والدبلوماسية تقول إن “مصر” تظل الأكبر في المنطقة، أحببناها أم لم نحبها، فإنما تأسى على  الحب النساء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية