(سمكرة) وصناعة الأواني المنزلية تلفت الأنظار بسوق حلة كوكو!!
(صنايعي): المصانع لم تؤثر علينا بل ساعدتنا
تقرير– المهدي عبد الباري
صناعة الأواني المنزلية أو “السمكرة” كما يحلو لأصحاب المهنة، ورغم توسع المصانع والحداثة التي غزت الأسواق، إلا أن هذه الصناعة التي نجدها ملفتة بصورة أكبر بسوق حلو كوكو بشرق النيل تقف صامدة، حيث يمتهنها عدد من الصنايعية الوافدين من منطقة حلب من سوريا.. (المجهر) غاصت في عوالم السوق والتقت عدداً من الحدادين الذي حكوا قصتهم الطويلة مع المهنة التي تقف شامخة رغم التطور حيث صناعة “صفائح اللبن” و”قِدِر الفول” وغيرها من الأواني التقليدية.
{ مهنة متوارثة من الأجداد
الصنايعي “علاء الدين مصطفى” تحدث إلينا عن فخره بصنعة (السمكرة) وقال إنه يحبها كونها مصدر كسبه اليومي، وأضاف: (أفضل هذه الصنعة على غيرها، وقد تزوجت منها، وآبائي وأجدادي كلهم دي مهنتهم وورثناها منهم).
ويوضح “علاء الدين” أنها أصعب من الحدادة النارية، ورغم تطور الصناعة إلا أن هناك تزايداً في الطلب على صفائح اللبن وقِدِر الفول وصيانة المكيفات التقليدية. وأضاف: (أحياناً بنصنع مكيفات من الحديد الخفيف، والناس برضو بيجيبو لينا مكيفات دايرة صيانة نصينها ليهم).
{ المصانع لن تؤثر علينا ولدينا زبائن
ويقول “علاء الدين”: (الزبون بنعامله حسب ظروفه لو عنده كاش بنديه وحتى لو ما عنده بالدين بشيل حاجته)، ونحن حريصون على معالجة أي عيب في المنتج ونقوم بإرجاعه إذا تطلب ذلك، (وممكن نرجع للزبون قروشه إذا كان ما مقتنع).
وعن نوع المواد المستخدمة يقول “علاء الدين”: (عندنا مواد بنجيبها من المغلق مثل الألمونيوم، توتيا السعودية والاستيل)، والألمونيوم أجود أنواع الصفائح، وهي تحافظ على طبيعة اللبن لكن التوتيا والاستيل بطول الزمن وفعل السخانة تعمل على تغيير طعم اللبن، وأضاف: (بالنسبة لقوة التحمل أفضل التوتيا من الألمونيوم).
ويقول “علاء الدين”: (المهنة الأولى لي كانت صناعة الجبنات والشرقرقات وأرطال البن والزيت التُمن). ويشير إلى أن الناس يرغبون في صناعتنا أكثر من صناعة المصانع، فهي أرخص من المستورد بفارق نص الثمن، وأوسع لأننا نصنع حسب طلب الزبون، أحياناً نصنع زينة عربات وأفران لديترات ورموش لمبات السيارات.
{ رفيقات المهنة
وعن أدوات الصناعة التي تعدّ رفيقة مهنتهم والآلات الرئيسة فيها يقول “علاء الدين” هي: (مقص وناشولا وريشة وكمرة، وشاكوش وزردية ومتر).
{ مهنتنا تعزنا
{ أما الصنايعي “محمد طاهر” فيقول: (مهنتنا تعزنا في أي مكان، ولها أثر على نفسي وما اقدر أتخلى عنها ولو ليوم واحد).
ويضيف إن الناس أكثر تقبلاً لصناعتنا اليدوية، وهي أجود من الصناعات الجاهزة وأرخص، ونلبي طلبات الزبائن في أي وقت، (نصنع كوانين نشارة وقِدِر فول وشوايات وعبارات لبن “أرطال”)، لكن تركيزي الأكبر على صناعة المفصلات والعتل والشبابيك وملوينات (يعدلوا بيها السيخ)، وهي أجود من المصنع لأننا نصنعها من الحديد الصلب، ونستخدم حديد جياد لأنه الأجود اليوم وأكثر استهلاكاً بنسبة طن في الأسبوع.. يؤكد “طاهر”: (المصانع لم تؤثر علينا بل ساعدتنا كثير واستفدنا منها جداً).
التاجر بسوق حلة كوكو “رابح الطيب” يقول: (بالنسبة لي كتاجر المُصنع جاهز أفضل لكن سعره غالٍ والغالي متروك.. ناسنا يرغبون المحلي لأنه رخيص وأكبر سعة، وهو الأكثر مبيعاً مقارنة بالمستورد حق الشركات والمصانع واستهلاكه كثير جداً).
أما “الصادق الخير” (تاجر) فيقول إن الجودة حسب نوع التصنيع لكن عندنا هنا الأكثر مبيعاً وجودة هو المصنع محلياً من الحدادين فهو يلبي رغبات الزبائن ورخيص الثمن حسب الاستطاعة.