أخبار

متى نتعلم منهم!!

حينما هزم الأثرياء القطريون ملاك فريق باريس الفرنسي الأسبان الكاتلونيين في واقعة حديقة الأمراء الشهيرة قبل أسبوعين.. عاد فريق الكتلان مرفوع الرأس واثق الخطى بأنهم قادرون على هزيمة الفرنسيين والصعود على حسابهم رغم صعوبة المهمة ومشقة الطريق، ولكن الشعوب التي تملك إرادة فولاذية تستطيع الانتصار مهما غلا الثمن. كان إقليم كاتلونيا الذي يطالب بالاستقلال عن أسبانيا يقف جميعه خلف برشلونة الذي هو الآخر لا يمكن اعتباره فريقاً كاتلونياً محضاً إنما فريق عالمي يمثل الأمم والشعوب من مختلف القارات، ولكن روح برشلونة يستمدها من الأرض والناس.. وهو يضم مواهب من البرازيل مثل نيمار وجوهرة الأرغواي لويس سواريز والصخرة الأرجنتينية مسكرانو، إضافة إلى البرغوث ميسي الذي خبا بريقه في يوم انتصار برشلونة العريض على الفرنسيين 6/1 مع أن فريق باريس سان جرمان هو أكثر أممية من برشلونة وتملكه شركة قطر للاستثمار ورئيسه “ناصر الخليفي” ومدربه الأسباني من أصول تركية أوناي أمري ولاعبوه مزيج من الأوروبيين والأمريكيين والأفارقة المهاجرين.. منهم الإيطالي فيراتي والبرازيلي سليفا والألماني داكسلر والأرجنتيني داماريا.. والساحل العاجي أوريبة ولكن روح وإصرار الكتلان هو من حقق الانتصار لبرشلونة وألحق الهزيمة بأثرياء العرب.. وحينما تمتلك الشعوب روح التحدي والإصرار على صنع التاريخ.. يكتب لها النصر.. ولكن الشعوب المحبطة المهزومة في دواخلها المقهورة من حكامها لا يرتجى لها نصر في كل ميادين التنافس. وقديماً كان “عبد الناصر” يردد مقولة إن الأيدي المرتجفة لا تقوى على حمل السلاح والنفوس الضعيفة لا تصنع الانتصار، مع أن “عبد الناصر” هو أكثر من قهر شعبه وجعله يرتجف خوفاً من بطشه وجبروته.. والألمان خرجوا من الحرب العالمية الثانية لينهضوا بدولة عملاقة، واليابان بعد أن تعرضت لقنابل “هيروشيما” أصبحت اليوم القوة الصناعية الأولى في العالم، والشعب الفلسطيني الذي اغتصبت دياره من قبل الصهاينة المحتلين استطاع هذا الشعب أن ينجب ويقاتل ويقاوم الاحتلال منذ 1948 وحتى اليوم. إذا نظر الشعب السوداني لإرادة الكاتلونيين في صنع الانتصار باعتبار أن كرة القدم تعتمد على الحركة الدءوبة والصلابة والإرادة قبل المهارة، يستطيع الشعب السوداني عبور حالة اليأس والإحباط والشعور بالفشل التي يعيشها منذ سنوات طويلة.
لماذا نحن شعب محبط ويدب في أوصاله اليأس، فإذا استمعت إلى مناقشات السودانيين في كل مكان تجدهم يتحدثون عن الماضي فقط.. ولا يثقون في قدراتهم بأنهم قادرون على صنع التاريخ.. وحتى حينما يبث الرئيس التفاؤل ويمني النفس بالتقدم والازدهار، ويقول إن أمنياته أن يصبح مستشفى أمبدة في يوم من الأيام قبلة للألمان لتلقي العلاج.. لا تجد حتى من يقول (يا ريت) أو ليتنا صرنا فيما يطمع فيه الرئيس، تنهال السخرية المعقدة ويأخذ اليائسون حديث الرئيس أخذ المثبطين للهمم وتصبح مواقع التواصل الاجتماعي منصات لإطلاق الأحاديث المحبطة والسخرية المقعدة، فلماذا نحن محبطون يائسون من المستقبل، هل لفجيعة الشعب في قادته أثر في هذه الروح التي تسود شعبنا؟ أم نحن في حاجة لإعادة تأهيل روحي وتربية جديدة تزرع في نفس كل سوداني الثقة والهمة بعد سنوات من الإحباط واليأس؟ إن شعباً لا يحدث نفسه بالانتصار والبناء والتعمير والنهضة لهو شعب غير جدير بالمنافسة في عالم لا مكان فيه إلى الكسالى والذين يمنون أنفسهم الأماني. (ليت) الرئيس في تشكيل حكومته الجديدة يبعد عن هذا الشعب الوزراء اليائسين المحبطين المهزومين غير الواثقين في أنفسهم واختيار شباب واثق الخطى يمشي متفائلاً بالمستقبل.. وزراء على وجوههم ابتسامات مستبشرة وليست وجوهاً عليها غبرة ترهقها قترة.. والتفاؤل والشعور بالأمل هو شرط النهوض بالأوطان والأمم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية