"ويكيليكس": "الترابي" أثنى على "البشير" و"علي عثمان" في لقائه بالمبعوث الأمريكي
المجهر- وكالات
كشف تقرير منشور على شبكة “ويكيليكس” عن محضر لقاء مبعوث الرئيس الأمريكي “جورج بوش” للسودان “ريتشارد وليامسون” بالأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور “حسن الترابي”– رحمه الله- في العام 2008م عقب هجوم حركة العدل والمساواة على أم درمان. وقد جرى اللقاء بمنزل الراحل في 30 مايو 2008م واستمر لساعة ونصف الساعة، استكشف فيه المبعوث الأمريكي وجهة نظر “الترابي” في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقرر إجراؤها في العام 2009م وهجوم العدل والمساواة على أم درمان وفرص عملية السلام في السودان. حيث أبدى “الترابي” تأييده لإجراء الانتخابات في موعدها المضروب في 2009م (أجريت لاحقاً في أبريل 2010م)، مشككاً في إمكانية فوز أحزاب المعارضة في ظل سيطرة الحزب الحاكم على الحملات الانتخابية، مطالباً الحكومة الأمريكية بالعمل على تنزيه كل الانتخابات بالشرق الأوسط لئلا يكون مصيرها مثل انتخابات كينيا (2007م) وانتخابات زمبابوي (2008م). وتعليقاً على اقتحام حركة العدل والمساواة لأم درمان (في 10 مايو 2008م)، وصف “الترابي” الحركة بالمستخدمة من قِبَل الرئيس التشادي “إدريس دبي”، لكنه أثنى على أخلاق عناصر الحركة قائلاً إنهم لم يؤذوا مواطني أم درمان ولم يأخذوا شيئاً من البضائع إلا بدفع ثمنه، مرجحاً أن هدف الحركة من العملية هو لفت الانتباه إلى قضية دارفور، مبدياً تأسفه لاعتقاله لمدة (12) ساعة اشتباهاً في علاقته بالحركة. وقطع “الترابي” بأن الرئيس “البشير” تسلم رسالة الهجوم، مضيفاً إن الوقت قد حان لتغيير حال البلاد إذ الكل متضجر، متفائلاً بجاهزية الحركات المسلحة للتفاوض بما فيها حركة العدل والمساواة التي قال إنها ستفاوض “في الظرف الملائم” دون أن يسميه، متسائلاً: ماذا بوسع “خليل” أن يفعل سوى أن يفاوض؟ بإمكانه اجتياح أم درمان لكنه لا يستطيع الاستيلاء على السلطة.
وفي إجابة عن سؤال “وليامسون” عن مدى استعداد الحكومة ومعارضيها للتفاوض، قطع “الترابي” بأن الحزب الحاكم مستعد للتفاوض جراء ما يعانيه من ضغوط، وأن معارضيه في الخارج بإمكانهم الاستجابة حال تم الضغط عليهم مباشرة، مبدياً رأياً إيجابياً في الرئيس “البشير” إذ وصفه بالعسكري سهل الاقتناع في سبيل تصحيح الأمور لأنه ليس “دوغمائياً”. إلا أنه أوصى “وليامسون” بألا يواجه الحزب الحاكم مباشرة لإقناعه بالتفاوض، وإنما بالتحدث مع شخصياته المتمتعة بالمرونة أمثال “علي عثمان محمد طه”، النائب الأول آنذاك لرئيس الجمهورية. واختتم “الترابي” بالإعراب عن آخر قناعاته، والتي بالإمكان القول إنها موجهة للحزب الحاكم ولمعارضيه أيضاً: (الآن لا يمكن حكم البلد بالقوة، وإنما ديمقراطياً.
يذكر أن المبعوث الأمريكي للسودان “ريتشارد وليامسون” عُيّن في العام 2009م خلفاً لـ”جون دانفورث” (2001م – 2005م) واستمر في منصبه حتى نهاية فترة الرئيس “بوش”، وتوفي في 8 ديسمبر 2013م.