حوارات

القيادي بالمؤتمر الشعبي أمين أمانة الاقتصاد دكتور "بشير آدم رحمة" لـ(المجهر) (2 /2)

-المنظومة الخالفة مربوطة بموضوع الحريات لكن لن نتخلى عنها
– إذا كنا نريد السلطة لبقينا فيها وبعض الدول تريد مشاركتنا في الحكومة 
 -مارس موعد نهائي لمؤتمرنا العام وذكرى “الترابي” لن تصادف يوم وفاته لهذا السبب 
{تبنيكم لمسودة الحريات وحدكم وعدم إشراككم للأحزاب المشاركة في الحوار أضعف موقفكم، خاصة بعد أن قال المؤتمر الوطني إنه غير موافق على بعضها؟.
_نحن لم نقل أن هذه حريات تخص الشعبي. 
{لكن بعض أحزاب الحوار لم تدافع عنها وبعضها قالت غير موجودة في لجنة الحريات؟.
إذا لم تكن موجودة كيف دخلت في يوم 10  أكتوبر الماضي، في المخرجات، نحن في النهاية معنيين بالمخرجات التي تم الاتفاق عليها بشهود المجتمع السوداني والرؤساء الذين جاءوا من الخارج والرئيس بلسانه كرر في يوم 10 أكتوبر الماضي، قوله إنه ملتزم بتنفيذ المخرجات.
{إذاً لماذا لم يدافعوا عنها؟.
لأنهم مساكين أمام السلطان، لكن بعض الناس في المؤتمر الوطني يقفون مع ما جاء في بند الحريات أمثال الدكتور “أمين حسن عمر” وهو قيادي  في المؤتمر الوطني، وكتب في هذه القضية، وأكد صحة ما جاء بشأن زواج التراضي، ومساعد الرئيس الذي يعتبر نائب رئيس المؤتمر الوطني، على علم بهذه المخرجات، ومؤمَّن عليها، لكن هناك جهات ضغط داخل المؤتمر الوطني ومؤسسات لا تريد التغيير يتحدثون عن أن الحكاية (تمشي زي ما كانت في السابق).
{أنت تتهم جهات داخل الحزب الحاكم؟.
بالتأكيد، بل بعضهم عملوا تنويراً لقواعدهم، قالوا لهم: إن هذه الحكاية لو تمت تتم على رؤوسنا، والأخبار (بتأتي ما في حاجة بتدسى)، وأنا أقول لهم: لفائدتكم وفائدة البلد والاستقرار، وما يقوله الآخرون عن المحاكمات والقضاء المخرج الوحيد لكل هذه القضايا هو الحريات.
{برأيك هل هناك أمل للوصول لمنطقة وسطى ترضي الجميع؟.
أنا متفائل بأنه سيتم تجاوز هذه المشكلة،  والاتفاق على أن المخرجات التي جاءت في بند الحريات ستدخل الدستور مجازة.
{على أية أساس بنيت هذا القول؟.
أنا أقول ذلك، لأن لديَّ أمل كبير في النواب، هم (يعيشون) مع الناس، وسياسيون يستطيعون تقدير المصلحة، هل سنعيش منغلقين مثل كوريا الشمالية؟، من يغلق نفسه سيموت، لذلك أقول لا يوجد أفضل من الانفتاح حتى يحدث النمو والاستقرار، وهذا يتم عبر الحريات.
{كنتم قد قررتم المشاركة في الحكومة والآن رفضتم تسليم مقترحاتكم للتشكيل هل ألغيتم هذا القرار؟.
نحن أصلاً حزب معارض، وإذا كنا نريد السلطة لبقينا فيها، لكن لدينا مبادئ، وواحدة منها مسألة الحريات، لأنها دين، وكنا قد خرجنا قبل ذلك بسببها من السلطة ولا نريدها لأنفسنا، إنما نريد أن يتمتع بها البعثي والشيوعي وحاملي السلاح إذا وضعوا سلاحهم، لذلك نحن إذا لم ينفذ هذا البند ما في مشكلة أصلاً، حزب معارض، وسنظل معارضين، لكن ليس معارضة هدم، وإنما معارضة إصلاح، وسنظل حتى انتخابات 2020 لندخل عبر الانتخابات.
{إذاً مشاركتكم في الحكومة مربوطة بالحريات؟.
تماماً، كيف سنشارك إذا لم يتغيَّر الوضع الحاصل، فماذا سنضيف؟، ونحن داخلين لتنفيذ المخرجات، فإذا لم تدخل ماذا سنفعل بالمشاركة؟ والحكومة هي حكومة توافق وطني همها الأول هو الانتقال من الوضع الحالي إلى انتخابات حرة ونزيهة في 2020، وفي هذه الفترة برنامجها تنفيذ المخرجات الحوار الوطني، فإذا ألغيت بعض المخرجات فما الداعي للمشاركة في الحكومة؟.
{هناك من ربط بين حديث الرئيس حول عدم موافقته على بعض ما جاء في بند الحريات وزيارته للإمارات؟.
واحد من الوزراء الموجودين في الدولة التي ذكرتيها عندما عرف أن لدينا قرار بأن لا نشارك في الحكومة استغرب، وكان ذلك قبل أن نقول إننا سنشارك إذا أجيزت المخرجات، قال: كيف سنتعامل معكم، إذا لم تكونوا مشاركين، وهذا يؤكد أننا كحركة إسلامية ومؤتمر شعبي ليس مصنفين ضمن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، ونحن لم نكن جزءاً منه ولا علاقة لنا به، ولهذا السبب هم شقوا التنظيم في السودان حتى تكون هناك جهة تابعة لهم، لكن الحركة الإسلامية في السودان مستقلة ليس لها علاقة بتنظيمات أخرى حتى يقال ناس الخليج لا يريدونها.
{معروف أن دول الخليج علاقتها متوترة مع الإسلاميين؟.
 نحن ناسنا شغالين في السعودية وقطر والخليج، ومعروفين بأدائهم المتميز، فهذه ليست حجة، كذلك هناك مسؤول من دولة كبرى كانت رقم (116) أصبحت رقم (16) في العالم اقتصادياً وسياسياً، قال لنا لابد أن تدخلوا في الحكومة وبعض أصدقائنا من الدول أفريقية يرون لابد من مشاركتنا حتى يسهل التعامل بيننا.
{ماذا تفيدهم مشاركتكم في الحكومة؟.
أقول لك بصراحة: عموماً في العالم الثالث وأفريقيا والعالم العربي الناس يتخوفون من التعامل مع الجهات غير المشاركة في الحكومة، لأن حكوماتنا فيها سلطوية وشمولية، ونحن لدينا علاقات خارجية مفتوحة مع منظمات وحكومات وأفراد، وواحد من أهدافنا التي شجعتنا لو جاءت الحريات أن نحافظ على المخرجات ونعمِّر علاقاتنا وعلاقة السودان الخارجية بما لنا من صلات.
{ننتقل لقضايا الحزب يبدو أن هناك مشكلة حزبية حالت دون التزامكم بموعد المؤتمر العام؟.
حُدد له شهر مارس واللجان شغالة والأوراق التي ستقدم في المؤتمر جاهزة  حتى التمويل جاهز.
{في بداية مارس أم في نهايته؟.
 التاريخ ستحدده الأمانة العامة للحزب، لكن الشهر حدد بصورة نهائية، إلا إذا استجد أمر خارج عن الإرادة، كذلك هناك لجنة قومية لتخليد الذكرى الأولى لشيخ “الترابي” تعمل أيضاً، والحدثان ذكرى شيخ “حسن” والمؤتمر العام للمؤتمر الشعبي سيكونان في مارس.
{حدثنا عن المؤتمر العام بالتفصيل؟.
 مؤتمرنا العام سيكون كذلك انتقالي مثل الحكومة الانتقالية، الإرث الذي تركه لنا المجدد المرحوم “حسن الترابي” أن نجمع أهل السودان كلهم إذا استطعنا في كيان كبير، وسميناه كيان الحكم الراشد أو المنظومة الخالفة، والقيادات التي سيأتي بها المؤتمر العام ستكون مهمتها الحوار مع  قطاعات الشعب المختلفة، أحزاب وجماعات وطرق صوفية ومستقلين وفنانين، حتى نتوجه، هناك من يسمونه توجه أهل القبلة، ومن يقولون كيان ثقافي وسياسيي واقتصادي للحكم الراشد، وعلى غرار ذلك تتوحد الأحزاب الأخرى، وبدل أن يكون هناك (100) حزب، يكون هناك خمسة أو ستة أحزاب حتى ننعم بحياة سياسية مستقرة على هدى توصيات الحوار الوطني.
{ما هي خيارات القيادة بالنسبة للأمين العام القادم؟.
الخيارات مفتوحة للرجال والنساء حسب نظامنا الأساسي، وقبل المؤتمر ستكون هناك الشورى التي تقدم ثلاثة مرشحين، والمؤتمر العام يمكن أن يضيف لهم، وحال اعتذر شخص المؤتمر العام سيقدر هل العذر مقبول أم لا، وتجرى انتخابات، وهناك لائحة انتخابات، والمؤتمر كله، وسيكون هذا قرار المؤتمر.
{قد تكون هناك شخصيات تحظى بترشيح الأغلبية؟.
هذا متروك للشورى، في الشورى سيتم ترشيح عدد من الشخصيات وسيصعد منهم الثلاثة الذين ينالون أعلى الأصوات، وهؤلاء الثلاثة ليس من حق أحدهم أن ينسحب في المؤتمر العام إلا لظروف يقدرها المؤتمر.
{هناك عدم رضى داخل حزبكم خاصة شريحة الشباب من أداء الأمين العام؟.
نحن في المؤتمر الشعبي لا يعمل أحد لوحده، حتى إذا فعل ذلك الناس يضبطونه سواءً أكان في الأمانة العامة أو غيرها، وأحياناً تصله آراء بعض العضوية من خلال المخاطبات، وأحياناً يجلس معه بعض الناس يقولون له أنت عملت كذا النصيحة عندنا حاضرة، والدين النصيحة أصغر شخص يمكن ينصحه.
{قيل إن الأمين العام يعمل وفق قناعاته؟.
أشهد للأخ “إبراهيم السنوسي” بأنه وقاف حتى لو عمل حاجة وجاءه عضو تحدث معه ، وفي الأمانة كان يقول لنا: الأمر إليكم أأتوا لي بالقرار، وأنا سأنفذ، اعتقد طريقته كانت معقولة.
{هناك من يرون أن حزبكم كثرت فيه الخلافات بعد وفاة شيخ “حسن”؟.
بصراحة المؤتمر الشعبي بعد رحيل شيخ “حسن” الآن  أكثر ترابطاً من فترة الوفاة الأولى، وحصل علينا انعطاف كبير جداً، ويمكن لجو الحوار والحريات ووقوفنا معها، وانعطاف أخر يمكن سببه ثباتنا وقوة طرحنا ووقوفنا مع المبادئ، ويمكن في ظل وجود الشيخ الناس كانت متراخية لوجود الأب، لكن بعد غيابه الناس تكاتفت.
{لم يعد هناك ذكر للمنظومة الخالفة هل ألغيت الفكرة؟.
نحن ربطناها بانفتاح الحريات، فإذا لم تكن الحرية موجودة فكيف ستنداح هذه المنظومة الخالفة لكل الشعب السوداني للذين كانوا في الحركة الإسلامية ومن هم خارجها ولكل الأحزاب؟، للمسلمين وغير المسلمين، وهذا منهج عام، والرسول بعث للناس كافة لم يقولوا بعث للمسلمين، و نحن بحياة شيخ “حسن” في المؤتمر الشعبي كان عندنا مسيحيين، ولما انفصل الجنوب لا زالت علاقتهم معنا قوية، نحن حزب منفتح.
{هذا يعني لو لم تتوفر الحريات لن تكون هناك منظومة خالفة؟.
أبداً، ستكون هناك منظومة خالفة سنعملها لوحدنا.
{كيف لوحدكم وفكرتها جمع كل الأحزاب والتنظيمات؟.
فكرتها هي الانفتاح، وأن تضم حتى ناس المؤتمر الوطني، لكن لو لم تتوفر الحريات سنعملها مع المتوافقين معنا.
{ ما هي ضمانات نجاحها؟.
قبل وفاة الشيخ هناك قيادات سودانية غير منتمية للحركة الإسلامية، قالوا لنا سنكون معكم بعد أن تبدوا في تأسيس كيان الحكم الراشد في المنظومة الخالفة، ونحن شغالين منذ 2012، في انتخابات 2015، لم ندخل الانتخابات، لكن طفنا كل ولايات السودان وقدمنا الدعوة والأمناء الأوائل في الولايات شغالين مع الناس واحد واحد، فالقصة شغالة وأول ما ينتهي مؤتمرنا العام قيادتنا الجديدة همها إنفاذ المنظومة الخالفة.
{ هل وضع لكم شيخ “حسن” تصوراً للمنظومة حال حدوث أي طارئ؟.
نعم، هناك خطط وضعها شيخ “حسن”  قبل وفاته حال حصول كذا يحصل كذا ولن نقولها إلا في وقتها.
{أفهم من ذلك أنكم ستطبقون خطته فيما يخص موضوع الحريات والمنظومة الخالفة؟.
الأشياء التي تركها تمت بمشاورتنا كلنا وقررناها، لكنها  ليست قرءان، وأنا جئته بعد عودته من قطر لأقول له خلي المؤتمر الشعبي عشان تطوف ولايات السودان، وكأنه عرف ماذا سأقول، فقال لي: واحدة من خططنا أنني في أبريل 2016، سأخرج من المؤتمر الشعبي،  وبدأ يفصِّل لي في الخطة، أنه سيخرج وبعد ذلك سيحصل كذا، وسيأتي شخص خلفاً له، وفي شهر يناير 2017، ستكون الحكومة شُكلت، لكن ربنا عنده تدابير منها أنه اختاره حتى نختبر، هل سنمضي وفق ما خططنا أم أننا سننجرف؟ وأقول إليك نحن الآن ما توافقنا عليه في حياته ورأينا أنه أصلح للسودان ولحركة الإسلام نمضي فيه.
{هل كل الأمانة العامة لحزبكم على علم بخططه البديلة؟.
كل الأمانة على علم، ونفس الكلام الذي قاله لي، جاء وقاله في الأمانة العامة لو حصل كذا سيحصل كذا، وهذا أجمل شيء عنده.
{إحياء الذكرى الأولى لشيخ “حسن” بالطريقة التي جعلتها أشبه بالحولية وجدت انتقادات، وبعضهم قال إنكم كنتم تنتقدون الصوفية في هذا المسلك؟.
هناك شخص ليس مؤتمراً شعبياً، لكنه إسلامي، قال لنا حتى نخرج من قصة الحولية لابد أن لا تصادف الذكرى يوم وفاته، ولذلك لن تصادف يوم الوفاة، ستكون بعده.
{كيف سيكون شكل الذكرى؟.
ستتضمن محاضرات وندوات ومعارض وشيح “حسن” ما ساهل واحتمال تكون اللجنة القومية العليا تناقشت في إقامة مركز أو جامعة باسمه تخليداً له لعمله وعلمه.
{هل ستكون هناك مشاركات خارجية؟.
هناك دعوات لشخصيات أفريقية من نيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا، بجانب باكستان ماليزيا وأمريكا وتركيا وتونس ومصر، واحتمال “محمد سعيد العوا”، لأنه ستُقدم أشياء عن “الترابي” كقانوني وكمفكر ومجدد، وستقدم ندوة عن “الترابي” والفن والثقافة والمرأة، وهناك ندوة مقترحة في كلية القانون باعتباره أول عميد سوداني لها، وهناك تلاميذه الآن فقهاء قانون وزملائه في حنتوب و الجامعة سيأتون، واللجنة قومية، وهي ممثلة من كل الأحزاب، ناصري، الشيوعي، الأمة والاتحادي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية