رأي

الحاسة السادسة

بين “الناجي” و”السجاد”!
رشان أوشي
عندما رحل “الترابي” الأمين العام للمؤتمر الشعبي رحمة الله عليه، كتبنا مشيرين إلى أن قبر “الترابي” سيحفر جواره قبر للمؤتمر الشعبي، فالرجل بكاريزميته المعروفة استطاع أن يحافظ على تماسك حزب الإخوان الغاضبين بنجاح، تقديسهم للقائد والملهم جعلهم يتغاضون عن حنق كبير يسيطر عليهم، تراكم بحجم سنوات المفاصلة، ولكن بعد رحيله أخرج الكثيرون الهواء الساخن، وانكشف المستور، بألا يوجد خليفة حقيقي يحظى بقدسية “الترابي”.
طالعت أمس، مقالاً ممهوراً بتوقيع أحد أكثر القيادات الشبابية شعبية وإلهاماً في صفوف الحزب “الناجي عبد الله” أو المجاهد كما يصفه رفاق جهاده، ولا ينكر أحد أن لـ”الناجي” سطوة كاريزمية كبيرة وسط أقرانه وشباب الحزب، وأنه قدم الكثير من حياته ومستقبله ودراسته، ودفع ثمناً باهظاً بين ردهات السجون وعلى البندقية أيام حربهم.
“الناجي” كتب مقالاً تقرأ بين سطوره حزن الرجل وانكساره وخيبته وحزنه على قضية أفنى شبابه عليها، ليكتشف أن سماسرة حزبه اختطفوها وقدموها على طبق من ذهب لإخوانهم في الضفة الأخرى من المفاصلة، وبالرغم من أن سطور “الناجي” لا تشبه شخصية الرجل المصادمة، وحوت كثيراً من عبارات الرجاء والاستجداء، إلا أنها أغضبت النجم الجديد للحزب في نسخته الحالية د.”عمار السجاد”، الذي رد على تعليقات الإخوان على فيس بوك قائلاً: ” الناجي عبد الله أكذوبة نحن صنعناها لنخيف بها المؤتمر الوطني في وقت ما، وآن الأوان لنكشف الحقائق”، حديث “السجاد” وانفعالات “الناجي” تؤكد أن سفينة الشعبي قد رست في شواطئ التلاشي.
ويبدو أن الفترة القادمة حافلة بالمثير والكثير، وأن أبناء “الترابي” سيدفعون ثمن الخطة الجهنمية للإنقاذ في أيامها الأولى (تفتيت الأحزاب).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية