الديوان

قمر هباني: عيد لا ترزية واللبس بالإنترنت

وكما لشهر رمضان من سطوة وتأثير كبير على حياة المسلمين كافة، فإن للعيد ذات السطوة مع الفارق في عدد الأيام. وظل السودانيون يحتفلون بالعيد بطريقتهم الخاصة التي تميزهم عن باقي الشعوب زمناً طويلاً وإلى الآن، وإن كان اقتربوا أكثر من غيرهم بحكم تأثيرات المد الثقافي والعولمة من انتشار للفضائيات وتمدد للإنترنت، لذلك فإن اختلافات مهمة طرأت على أسلوب الاحتفال بالعيد في السودان، وأصبح هنالك فرق بين (الآن) و(زمان)، وهذا ما أكدته الناشطة في مجال العمل العام الأستاذة (قمر هباني) عندما قالت لـ(المجهر):
(1)
مثلما كان في الماضي، فإن التحضيرات للعيد هي ذات التحضيرات، مع اختلاف في الشكل، فقديماً كانت البيوت تنكس وتقلب رأساً على عقب وتنظف نظافة جذرية، أما الآن فالمنازل المغلقة سهلت أمر النظافة كثيراً فأصبحت سهلة و(خفيفة)، وبدلاً عن غسل الفرش والسجاد وإعادته نظيفاً كما كان يحدث في السابق، الآن يهجر ويرمى ويستبدل بآخر جديد.
وأضافت (قمر) في مقاربتها بين (عيد زمان، وعيد هسي)، قائلة: من الأشياء الأساسية في العيد، نكهة (الكعك)، وهي بالضبط مثل نكهة (الآبرى) في رمضان، ومضت مستدعية صناعة الكعك في بيت (حبوبتها) في مدينة الدويم عندما كانوا يسافرون لقضاء العيد هناك بنحو عشرة أيام قبله حلوله تقريباً، حيث كانت طيلة هذه الـ(10 أيام) التي تسبق العيد تجتمع النسوة كل يوم في بيت إحداهن لإنجاز (كعك العيد)، لكن الآن وبحسب (هباني) فإن الكعك الجاهز بدد وأطاح وقضى على هذه هذه العادة الجميلة، لكنها استدركت قائلة: لكنه فتح أبواباً للرزق لأشخاص وأسر امتهنت صناعته قبل أن تدخل بعض الشركات المضمار (الكعكي)، وأشارت إلى أن  الأمر برمته صب في مصلحة كثيرين خاصة الموظفات لضيق زمنهن.
(2)
وعن التواصل ومباركة العيد بين الأسر والجيران قالت (هباني): درجنا ومنذ الصغر على لمة أسرتنا والذهاب جماعة لصلاة العيد، ومنها نزور الجيران في مسح سريع، ولا زلنا نداوم على ذات العادة من مقر سكننا بحي الجريف غرب مع الوالدة وشقيقاتي بحكم الجوار، وبعد معاودة الجيران، نفطر جميعاً في منزل الوالدة، ومن ثم نتفرق كل إلى بيته، لنتواصل مع البقية من أهل ونسابة، ونجتمع مجدداً مع بقية الأسرة الممتدة خالات وعمات في ثالث أيام العيد.
(3)
أما عن التسوق فقالت (قمر): إن هذه العادة أصابها التغيير، ففي الماضي كانت الخيارات سهلة لمحدوديتها، وكنا نقنع بما يحضر إلينا من ملابس، لكن الآن ولأن الأشياء متاحة والخيارات متعددة، فإننا ومع أبناء الجيل الحالي أصبحنا نحتاج لعدد من الأيام حتى نلبي طلبات أبنائنا خاصة البنات (وموضوع التطقيم والإستايل)، ولفتت إلى اختفاء أو تقلص (الترزية) وليس هناك ما يفصل الآن سوى جلابيب الصبيان والرجال، أما البنات إن أردن تفصيلاً فإن الأمر لابد أن يخضع للانترنت من أجل تفصيل مواكب، ووصفت الأستاذة (قمر هباني) العولمة بأنها دأبت على حشر أنفها في كل عاداتنا، حتى عجينة الكعك لا بد من اقتباسها من خلطة لبنان أو الشام، مشيرة إلى أن أنواع الكعك سابقاً كانت (البسكويت) و(الغُريبة) و(الناعم) فقط لا غير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية