فوق رأي
مكسراني
هناء إبراهيم
الكسير يعني الإعجاب الشديد الذي تطور فأصبح حباً عظيماً و(المكسراني) هي قصيدة (ليل الصب) للحصري “القيرواني”..
يا ليل الصب متى غده أقيامُ الساعةِ موعدهُ
رقد السمار فأرقه أسفٌ للبين يرددهُ
فبكاهُ النجم ورقَّ له مما يرعاهُ ويرصدهُ
كلفٌ بغزالٍ ذي هيفٍ خوف الواشين يشردهُ
نصبت عيناي له شركاً في النوم فعز تصيدهُ
وكفى عجباً أني قنصٌ للسرب سباني أغيدهُ
جرائم القتل في أحياء العشاق الفاخرة تغيرت حيثياتها وأدواتها والأسلحة المستخدمة فيها فصارت (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)..
بينما جرائم القتل العاطفي كانت في عهد (قفا نبكي) جرائم رائعة التفاصيل، الأسلحة المستخدمة بها مخيفة وجذابة، فاتنة وقاتلة، عنيفة وأنيقة، وكان الناس يستمتعون بمشاهدة هذه الجرائم ويقولون: (الله الله ويضعون لها حوالي 67876556 مليار لايك).
لايك زيك..
لذا هاكم تفاصيل هذه الجريمة القديمة على لسان المقتول حباً “الحصري القيرواني” وقاتلته التي قال عنها (صنمٌ للفتنة منتصبٌ أهواه ولا أتعبده).
أما في تفاصيل الحدث فقد قال:
ينضو من مقلته سيفاً وكأنَّ نعاساً يغمده
فيريقُ دمَ العشاق به والويل لمن يتقلَّده
كلاَّ، لا ذنب لمن قتلت عيناه ولم تقتل يده
يا من جحَدت عيناه دمي وعلى خديه تورُّده
خدّاك قد اعترفا بدمي فعلام جفونك تجحدهُ
إنِّي لأعيذُكَ من قتلي وأظنك لا تتعمده
بالله هب المشتاق كرى فلعل خيالك يسعدهُ
ما ضرك لو داويت ضنى صب يُدنيك وتبعدهُ
البقتل بعيونو مجرم لكن القانون لا يحاسبه، ولو أن هناك قانوناً يعاقب على هذا لما وافق المقتول على عقاب قاتله.. طبعاً المقتول لسه فيهو باقي روح..
ثم يقول “القيرواني” فيما يشبه النعي الأليم:
لم يُبقِ هواك لهُ رمقاً فليبك عليه عُوَّده
هكذا كانت جرائم القتل في ملفات العشاق داخل المحاكم العاطفية القديمة.. أما الآن فأستغفر الله العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الجرائم المحترمة لفظت آخر أنفاسها وحلت محلها الوحشية المفرطة..
والله جد..
كان هناك حب وعشاق وجريمة قتل رائعة، فغاب الحب والمحبون وتبقت جريمة قتل لكنها بشعة..
قمة البشاعة..
و……..
ما أحلى الوصل وأعذبه لولا الأيام تنكده