بكل الوضوح
مزيل الهموم ومفرج الكروب
عامر باشاب
{ الكثيرون من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يتجاهلون أشياء بسيطة ولا يلقون لا لها بالاً مع أنهم لو داوموا عليها تجلب لهم النفع والخير الوفير، وتفيدهم في حياتهم ألا وهي (الاستغفار)، أي طلب المغفرة، وفوائده عظيمة بالنسبة للمستغفر، ومن أهم فوائده أنه يفرج الهموم ويزيل الغم، وقبل هذا وذاك الاستغفار واحد من الأسباب التي تجعل المؤمن مستجاب الدعاء كما أنه يصد البلاء ويجلب النعم ويفتح أبواب الرزق.
{ وما يؤكد ذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة (نوح): (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً).
{ من الأحاديث التي رواها أبو داوود عن ابن العباس أن النبي “صلّى الله عليه وسلم” قال: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ همّ فرجاً، ومن كلّ ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
{ ومن القصص والحكايات التي تؤكد قيمة الاستغفار:
كان الأمام ابن حنبل أثناء ترحاله يريد أن يقضي ليلته في أحد المساجد، ولكن منع من المبيت فيه بواسطة حارس المسجد لأن الحارس لا يعرف ابن حنبل لأنه كان في مدينة أخرى. حاول الإمام ولكن لا جدوى فقال الإمام للحارس: سأنام موضع قدمي وبالفعل نام مكان موضع قدميه. فقام حارس المسجد بإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام شيخاً وقوراً وتبدو عليه ملامح الصلاح والتقوى فرآه خباز فلما رآه بهذه الهيئة عرض عليه المبيت وذهب الإمام مع الخباز، فذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز وسمعه الإمام يستغفر ويستغفر ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام!
فلما أصبح، سأل الإمام الخباز عن استغفاره في الليل فأجابه: إنه طوال ما يصنع عجينه ويعجن فهو يستغفر.. فسأله الإمام: وهل وجدت للاستغفار ثمرة؟! والإمام يسأل هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار، فقال الخباز: نعم والله ما دعوت دعوة إلا أجيبت إلا دعوة واحدة. فقال الإمام أحمد: ما هي؟ فقال الخباز: دعوة طلبت فيها من الله سبحانه وتعالى رؤية الإمام أحمد بن حنبل. فرد عليه الإمام قائلاً: أنا أحمد بن حنبل والله إني جررت إليك جراً!!
{ هذه القصة كما ذكرت تؤكد عظمة الاستغفار وفعاليته وقيمته كونه من أهم أسباب استجابة الدعاء، بالإضافة إلى أنه مخرج من ضيق الحزن ومزيل للهموم ومفرج للكروب.