انتهى الجدل حول مقعد رئيس الوزراء..!
{ حسم رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” خلال حواره مع رؤساء التحرير المنشور بـ(6) صحف أمس، الجدل حول أيلولة منصب رئيس الوزراء المستحدث بموجب توصيات الحوار الوطني والتعديلات الدستورية، فقد كنا.. وكان البعض قبلنا وبعدنا يأمل في أن يتنازل المؤتمر الوطني عن المقعد لصالح أحد الأحزاب التي شاركت في الحوار.
{ ولكن للرئيس “البشير” منطقه القائل إن الحوار الوطني لم يلغِ شرعية الانتخابات، وإن حزب الأغلبية في أي برلمان في العالم هو الذي يشكل الحكومة، وإن لم يحصل حزب واحد على الأغلبية وتشكلت حكومة ائتلافية بين عدة كتل برلمانية كما هو الحال في المملكة المغربية الشقيقة، فإن رئيس الوزراء يأتي من الكتلة الأكبر.
{ لكن الرئيس أكد في ذات الوقت أن المؤتمر الوطني سيقدم (أكبر) التنازلات من بين أحزاب الحكومة الحالية، باعتبار أن بقية الأحزاب الشريكة في الحكم تشارك إما بوزير ووزير دولة، أو وزيرين، أو ثلاثة وزراء.
{ وإذا قبلت أحزاب الحوار دفوعات المؤتمر الوطني بشأن أحقيته في منصب رئيس الحكومة المقبلة، ويبدو أن المؤتمر الشعبي غير رافض مبدئياً للفكرة حسب تصريحات سابقة لقادته، مع تمسكه ببعض التعديلات الدستورية، فإن المطلوب من الحزب الحاكم تقديم تنازلات حقيقية في وزارات مهمة ومؤثرة، على أن ينالها مستحقوها من الأحزاب الأخرى ومن صفوف (التكنوقراط) أصحاب الخبرات في دول أخرى.. وفي سلك المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية.
{ وقد كانت إشارة الرئيس في هذا الصدد مهمة وجديرة بالملاحظة عندما قال لنا في حوار “أبو ظبي”: (أنا ما عايز وزير عشان نديه مكتب وعربية.. نحنا عايزين وزير يشتغل).
{ وفي رأيي أن عبارة (وزير يشتغل) الجامعة.. ينبغي أن تكون هي القاعدة الأساسية و(المعيار) الأهم عند اللجنة التي ستضطلع تحت إشراف الرئيس بتشكيل حكومة الوفاق الوطني المرتقبة، فشهادات الماجستير والدكتوراه في تخصص ما، لا تصنع وحدها وزيراً مقتدراً.. وناجحاً.. ومنتجاً، بل هناك العديد من الصفات والإمكانات والملكات الشخصية المهمة التي ينبغي توافرها في الشخصية القيادية (التنفيذية)، وأهمها قدرته على التعبير عن نفسه وفكرته ووزارته لإقناع الآخرين، وجديته وإخلاصه في العمل، نزاهته وطهارة يده وقلبه.. حتى لا نضيف مفسداً جديداً لقائمة المفسدين، وأن يكون (قومياً).. ولاؤه للسودان الكبير، ولا ينقص ذلك من انتمائه الحزبي، ليس عنصرياً ولا قبلياً ولا متخندقاً لجهة عرقية أو إقليمية، (شمالاً) كانت.. (شرقاً) أم (غرباً)، (الولاءات القبلية والجهوية في وسط السودان ضعيفة).
{ إذا توفرت هذه الصفات في شخصية أي مرشح لأية وزارة، فإنها في نظري أهم من سيرة علمية زاخرة بشهادات عليا لا تزيل (بلماً) ولا تقود بشراً.
{ أخيراً سادتي.. نحن في انتظار الحكومة.