شهادات إيجابية عن "جلال الدقير"!
بقلم – عادل عبده
الدكتور “جلال يوسف الدقير” الأمين العام المستقيل للاتحادي الديمقراطي والاختصاصي في أمراض الدم وعلوم المناعة ما زال في ذاكرة عضوية حزبه وقواعد الاتحاديين والجمهور السوداني، حيث لم يستطع غيابه في لندن منذ يونيو 2016 محو مواقفه الطاغية وبصماته الواضحة ومدرسته الشاخصة في النفوس والأفواه، فالرجل ظل من عاصمة الضباب على الخط مع الخرطوم في كل كبيرة وصغيرة من أحوال الاتحادي الديمقراطي وتحركاته في الساحة.
خطوة “جلال الدقير” عندما يعود للخرطوم بإذن الله ما زالت في صندوق مغلق، لا يعلم أحد ماذا يفعل الرجل بمصير استقالته التي رفضت بالشواهد الدالة؟ وهل يصر على الترجل؟ أم يسحب استقالته؟ وهل يشارك في المؤتمر العام الذي حدد له يوليو القادم؟ أم يعتذر؟ فالشاهد أن في مثل هذه التأويلات والاستنتاجات رمى الدكتور “أحمد بلال” بقنبلة هيدروجينية أمام الحضور الكثيف بجنينة حلة كوكو، حملت دلالات ومعاني كبيرة عندما وصف “جلال الدقير” بأنه الرجل الرابع في الحركة الاتحادية بعد “الأزهري” والشريف “حسين” والشريف “زين العابدين”، وهي شهادة تاريخية جاءت من نائبه خالية من الحسد والغيرة تعبر عن قناعاته السياسية وقراءته المتأنية.. من وحي شهادة “أحمد بلال” ينفتح الباب للوقوف على شهادات أخرى عن الرجل من رموز وشخصيات سياسية اتحادية ومن أحزاب أخرى، في إطار إضاءة المصابيح عن شخصية “جلال الدقير” وكاريزماه وقدراته ومدى الحاجة إليه في المستقبل دون الارتكاز على التقريظ والثناء المبستر.. فماذا قال هؤلاء؟؟
يقول الدكتور “حسن مكي” المحلل السياسي المعروف إن “جلال” جعل الشراكة مع الوطني مشروعاً سياسياً لخدمة الوطن بعيداً عن الإشكاليات والتبعية، وقد حافظ على نهج الشريف “زين العابدين” بوعي كبير وقدرة فائقة.. وعلى صعيد آخر ذكر لي في حديث جانبي المفكر السياسي والقيادي بالشعبي الأستاذ “المحبوب عبد السلام” أن “جلال” من الذين وضعوا المداميك الأساسية لمشروع الانفتاح السياسي في المسرح السوداني عندما كان فكرة في علم الغيب لكنه عن حياء وطبيعة شخصية يرفض الإفصاح عن ذلك.
وبذات القدر هنالك شهادة اثنين من جيل المرحوم “محمد الأزهري” في كيان الاتحاديين هما الأستاذان “عادل إبراهيم حمد” و”محمد عصمت”.. فماذا قال الاثنان؟ يجزم “عادل حمد” بأن أنسب من يخلف الشريف “زين العابدين” هو “جلال الدقير”، مبيناً توفر مواصفات القيادة فيه. وقال إن “جلال” رجل صبور، والاتحاديون لابد أن يقودهم رجل في صبر أيوب مثل “جلال”، بينما يؤكد “محمد عصمت” أن “جلال” يتمتع بذكاء شديد وقدرة على كسب المعارك ويستطيع إنجاز مهام كبيرة من المهام التنفيذية التي توكل إليه، وأيضاً تلوح شهادة أخرى من القيادي الاتحادي الكبير “فتح الرحمن البدوي” الذي يصف “جلال” باللورد والقائد الكبير، بل هنالك شهادات إيجابية عن الرجل موثقة أمامي من قيادات اتحادية تقف الآن في خانة الخصومة للدكتور “جلال”، رأيت عدم الإفصاح عنها تقديراً للحساسية المفرطة.
تبقى شهادة الشريف “زين العابدين” عن “جلال” بألقها ورونقها وعلو كعبها من أعتى الشهادات وأغلاها، فهو الذي اختاره خليفة له في خطوة تاريخية يدركها القاصي والداني.
على المستوى الشخصي لمست الخيار التلقائي من غالبية العضوية في الاتحادي الديمقراطي نحو “جلال الدقير”، لكنني لم أحاول عكس ذلك حتى لا يفسر موقفي بأنه تقريظ ذاتي من بعض النفوس التي يجرها الهوى، وبذلك اكتفيت بتلك الشهادات من هؤلاء الشخصيات السياسية.. فالكمال لله وحده، والإنسان مجبول على الخطأ، ومن هنا جاء الحساب العادل بثقل الميزان!!