خيبة المال
من كان يعتقد أن المال دون رؤية وفكر يحقق النجاح فقد خاب أمله في إدارة فريق الهلال التي يملك رئيسها ثروات مالية جعلته يبني المستشفيات لدولة الجنوب المعادية لبلادنا.. وينفق على فريق الهلال إنفاقاً لم ينفقه حتى “جمال الوالي” على المريخ في سابق عهده.. ولكن إنفاق “أشرف الكاردينال” على الهلال ذهب هباءً منثوراً.. ملعب رياضي فخيم أطلق عليه “الجوهرة الزرقاء”، ومعسكرات داخلية وخارجية، وتسجيلات إدارية كيداً في المريخ وليس سداً للفراغات التي يحتاجها النادي، وبدأ حصاد محصلة “الكاردينال” فريقاً عاجزاً عن هزيمة أهلي شندي وهلالي كردفان، ولاعبين كالأشباح في الميدان، وجمهوراً غاضباً وثائراً على مدرب جاء به رئيس النادي بعد أن سجل لاعبين لا يحتاجهم الفريق.. وشطب “الكاردينال” النجوم الذين حملوا فريق كرة القدم على أكتافهم، لأنه لا يطيق نجومية اللاعبين الكبار.. يغير من حب المدرجات لأهداف “مهند الطاهر”، لذلك دفعه قسراً لمغادرة الديار الزرقاء.. ونبذ “عمر بخيت” في عنفوان الشباب ليذهب للمريخ وهو كاره للون الأحمر.. وتبعه بشطب “سيف مساوي”، وإرغام “نصر الدين الشغيل” على الإعارة لهلال التبلدي وهو في قمة توهجه وعطائه بالميدان، ثم بدأت الحرب على “كاريكا” و”بشة” و”صهيب الثعلب” الذي يشبه “هيثم مصطفى” و”العوني” و”باكمبا”.. وسجل رئيس النادي مشطوبي المريخ ومعطوبي نيجيريا.. وقد تكشف فقر الفريق للمواهب التي تصنع الفرح في مقبرة المنافسين التي أصبحت (معبرة)، وحينما ثارت الجماهير على فريق كرة القدم تمت التضحية بالمدرب الفرنسي “لافاني” كبش فداء لاستمالة عاطفة الجمهور.. والمضي على ذات الطريق الذي سلكه الهلال العام الماضي وهو يستغني عن المدربين بعد كل هزيمة أو تعادل داخلياً وخارجياً ليغادر الفريق البطولة الأفريقية من الأدوار الأولية، بسبب فقر الفريق للمواهب ولتخبط إدارة النادي التي جاءت بمالها وهي تفتقر للرؤية.. وإذا تحدثنا عن إدارة الهلال، فإن النادي لا يقوده إلا شخص واحد يدفع ويقرر وحده.. وبقية أعضاء النادي مجرد زينة لا حول لهم ولا قوة.
هل مشكلة الهلال في المدرب أم في المناخ الذي يعمل فيه المدرب والأدوات التي أمامه؟؟ وهل لو جاء “الكاردينال” اليوم بأفضل مدرب في العالم يستطيع بهذه (الأدوات) من (المحافير الدكمة) تحقيق انتصار مقنع ولو على المريخ الفاشر؟؟
المدرب “لافاني” ضحية نفسه حيث ارتضى تدريب لاعبين لا يعرف قدراتهم الفنية والبدنية وشارك في دوري يجهل طبيعة خطط مدربيه.. وقبل أن يكتشف قدرات اللاعبين تمت محاصرته بالتدخلات في الشأن الفني من قبل رئيس النادي وحاشيته من الذين يحيطون به للاستفادة من ثرواته، ويزينون له أعداء وهميين، وينصبون أنفسهم منافحين صادقين عنه.. وإعفاء “لافاني” لن يصلح شأن الهلال.. وغداً سيأتي مدرب آخر وتسود نتائج الفريق أكثر، ويذهب ليأتي ثالث ورابع حتى نهاية الموسم، وقد يجد الهلال نفسه في موقع لا يليق به في وجود إدارته الحالية التي ينبغي أن تذهب في يوليو القادم بإرادة الجماهير والناخبين بعد أن ثبت فشلها في إدارة فريق كرة القدم، وبناء استاد بدون فريق كرة قدم، كالذي يزين حماراً للزفاف.. أو مثل خضاب على أصابع عجوز شمطاء.