شهادتي لله

الاتحاديون الديمقراطيون.. جرثومة الشقاق!!

{ ما تشهده ساحة الأحزاب (الاتحادية) من أزمات وشقاق متواصل، أمر محزن ويدعو لشديد الحسرة وبالغ الأسف، فالانقسامات وجرثومة التشظي ضربت سائر أجسام (الأشقاء) ابتداءً من الحزب الاتحادي (الأصل) مروراً بالاتحادي الديمقراطي، وإلى آخر فصيل تشكّل من صلب حزب الحركة الوطنية والاستقلال الكبير.. حزب رافع العلم الزعيم الخالد “إسماعيل الأزهري” والمرشد الروحي السيد “علي الميرغني”.
{ قبل يومين كتبنا عن أزمة الحزب الذي يمثل طرفيه- حالياً- كل من الدكتور “أحمد بلال” والأستاذة “إشراقة سيد”، حيث يحتدم الصراع وتتقطع الأنفاس وصولاً إلى اجتماع اللجنة المركزية المقرر من قبل مجلس الأحزاب يوم (السبت) المقبل. هل كان من داعٍ لتدخل مجلس الأحزاب أصلاً ليفرض عقد الاجتماع بعد (13) عاماً طويلة من الغياب؟!
{ لماذا غيّبوا المؤسسات كل هذه المدة، وانفردوا بالقرار؟
{ وكيف يحمل حزب اسم (الديمقراطي) وينقطع لثلاثة عشر عاماً عن شرعية الممارسة الديمقراطية، بانقطاعه عن مصدر التشريع ومركز الانتخاب.. المؤتمر العام، دون عذر مقبول، في وقت صار يعقد فيه الحزب (الشيوعي السوداني) مؤتمره العام في قاعة الصداقة، تحت الأضواء الكاشفة؟!
{ اليوم.. تتجدد مشكلة جديدة في الحزب الاتحادي (الأصل) الذي يقوده مولانا السيد “محمد عثمان الميرغني”، فبعد أن شكل “الميرغني” الكبير لجنة للتفاوض مع قيادة المؤتمر الوطني حول المرحلة المقبلة وأُسس تشكيل الحكومة المرتقبة، واختار الأستاذ “حاتم السر” مقرراً لها.. تحت رئاسته، أغضب هذا القرار المجموعة التي يقودها نجل زعيم الحزب السيد “الحسن الميرغني”، خاصة أن اللجنة المكونة حديثاً لا تضم “الحسن” نفسه، بينما يحسب جميع أعضائها من أقرب المقربين إلى (مولانا) ومن بينهم خليفة (الختمية) الأول “عبد المجيد عبد الرحيم”.
{ خرجت تصريحات من تحت عباءة نجل الزعيم تتوعد بمحاسبة “حاتم السر” وصحبه، لمخالفتهم اللوائح والنظم!! ولا ندري عن أية لوائح يتكلمون والمحامي “حاتم” مكلف من رئيس الحزب مباشرة، كما أن القيادات التي يتحدثون عن فصلها وتجميدها، قرر مجلس الأحزاب في شأنها وقضى ببطلان قرارات الفصل والتجميد.
{ ثم أليس الدكتور “علي السيد” من ضمن المفصولين بموجب فرمانات السيد “الحسن”؟! فلم إذن قابله “الحسن” وتواصل معه مؤخراً واصطحبه في زيارة إلى الشيخ “حسن أبو سبيب”؟!
{ إن مثل هذه التصرفات في كلا الحزبين اللذين يمثلان كيان (الاتحاديين) الكبير، بالإضافة إلى الحزب الثالث (الاتحادي الموحد) الذي له (رئيسان)، لأول مرة في السودان، هما الشريف “صديق الهندي” والسيدة المحترمة “جلاء الأزهري” فضلاً عن أحزاب وفصائل اتحادية أخرى، هذه التصرفات تقلق مضاجع الكبار وتؤرق جمهور الوسط العريض، وكان المفروض أن الاتحاديين هم أساتذة الديمقراطية وأهل السياسة الأولون.. ولكن.. ثم لكن.
{ المناسب- الآن- في الاتحادي (الأصل) حسبما نرى من موقع المراقب، أن يبتعد أبناء مولانا “الميرغني” عن المناصب التنفيذية والدستورية في الدولة في تشكيلة الحكومة القادمة، هكذا فعل والدهم الحسيب النسيب على امتداد عمره السياسي.. مشرفاً وراعياً للحزب، وهكذا كان جدهم السيد “علي”، كما أن تجربة اثنين منهم في (القصر الجمهوري)- “جعفر” و”الحسن”- لم تكن موفقة، إذ لم يجدا نفسيهما فيها وكثُر غيابهما خارج البلاد بصورة غير مسبوقة لمسؤول دستوري، وبالتأكيد فإن ذلك لا يرضي الرئاسة، وإن كتمت ضيقها.
{ نرجو أن يتغير الحال إلى أفضل.. وأن تتحد كل هذا الأحزاب والفصائل في حزب اتحادي (ديمقراطي) حقيقي.. في المستقبل القريب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية