رأي

الحاسة السادسة

الحب عيد!!

رشان أوشي

المرأة توجد مرة واحدة في عمر الرجل، وكذلك الرجل في عمر المرأة، وعدا ذلك ليس إلا محاولات للتعويض..
“غسان كنفاني”..
كانت “غادة السمان” بعيدة الجسد عن “غسان كنفاني” ولكن قلبيهما كانا قريبين بما يكفي للالتحام، كان عزاءهما الرسائل، ظل يراسلها حتى وهو على فراش المرض، تعافى على أحرفها، وتنقه على كلماتها، أحبته كحبها للأدب، وأحبها كما أحب فلسطين، غادر الدنيا وبيمينه قضيته وبيسراه غادة.
أحياناً يخالنا أن ليس بإمكان أفئدتنا أن تنهض من جراح قديمة غائرة، وأن قلوبنا قد تفحمت من لسع الخيبات، ولكن دون تدبير وفي غفلة وجدانية بحتة، يستيقظ ذلك المارد من جديد، ويأتي حباً ناضجاً، كنضوج المانجو في غير موسمها، ونفيق على حقيقة واحدة، أن الحب لا يموت وإنما يرتدي ثياباً جديدة، وأحياناً يتنكر، ويفلح في خداعنا..
قلوبنا مليئة بالخيبات، ولكنها تطول أن حبسناها،  وتغادر إن أطلقنا سراحها، بإمكاننا بعث الحياة من جديد في أرض جدباء غادرها قاطنوها، وترميم أبنيتها، وإحياءها، فقط نحتاج لعتاد من رغبة، وتسامح، ونفض غبار الوجع، فإنه رفيق دائم إن تركنا له أبواب قلوبنا مواربة.
لك وحدك:
تظن أنك تنتصر لذاتك إن غادرتني، فاعلم أن الحب هزيمة كبرى، وحرب مجردة السلاح.
غادرني.. وأكتفي بحزني، وأعلم أنك أعظم خيباتي وأكثرها وجعاً..
انتصر لذاتك.. ربما يكون عزائي أنني لم أسع لهزيمتك، وقدمت ذاتي قرباناً لانتصارك..
الحب هزيمة كبرى،  انتصر..  واتركني لهزيمتي..
يقيني:
أنا على يقين بشيء واحد على الأقل، أنك باق بداخلي ما بقيت أنا، وحدي أعلم ضعفك وقوتك، نبلك ونزقك، لقد كنت في روحي طوال الوقت، في أحرفي، في مخيلتي، كنت أنت،  ولم أكن أنا كنت عذابي وشوقي والشيء الرائع الذي يتذكره الإنسان كي يعيش ويعود..
لا أقوى على الحياة وحدي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية