المشهد السياسي
الحركة الشعبية وقعت في شر أعمالها
موسى يعقوب
في الفترة الأخيرة وجهت للحركة الشعبية بقيادة “عرمان” انتقادات وتحذيرات كثيرة بسبب تعنتها ومواقفها ضد السلام وأعمالها ذات البعد غير الإنساني والأخلاقي والكارثي وهي تقتل وتنهب، وتخرق وقف إطلاق النار الذي تصر عليه الجهات الخارجية المعنية بملف السلام والاستقرار في السودان، كالاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودول أخرى غربية كثيرة كبريطانيا وألمانيا.. والقائمة تطول.
فما حدث في (الحجيرات) بكادقلي جنوب كردفان أثار الكثير مما يصب عبئاً على الحركة الشعبية، فقد كانت الحادثة بتفاصيلها كارثية تماماً وقد قتل فيها سبعة أفراد من الرعاة ونهبت أكثر من ألف وستمائة رأس من الماشية.. وليس من اهتم بذلك الحكومة بأجهزتها السياسية والأمنية والدفاعية وحدها، ولكن جهات سياسية وتشريعية ومجتمعية أخرى، منهم من كانوا على صلة بالحركة الشعبية وشواهد ذلك أيضاً ليست قليلة.
محلية كادقلي حيث المنطقة قامت بإعداد تقرير خاص بالحادثة لم تعلن تفاصيله بعد بيد أن البرلمان القومي – المجلس الوطني وعبر رئيس لجنته الخاصة بالأمن والدفاع، أعلن قيامه بعمل يكشف تفاصيل العمل الإرهابي، فالحركة – كما قال – تصب خروقاتها وتجنياتها في الأعمال الإرهابية.
واهتماماً بالحدث الكارثي أصدر مجلس أحزاب الوحدة الوطنية بياناً في ذلك الشأن ووصف أمينه العام “عبود جابر” الحادث بالشنيع الذي يخالف ويتنافى مع قواعد الدين الحنيف، وكافة الأديان السماوية التي ترفض قتل أرواح الأبرياء.
وهذه كلها تبدو للحركة الشعبية التي قامت بالحادثة الكارثية إجراءات معتادة إلا أنها جاءت في وقت تنعم فيه البلاد – بعد قرار رفع العقوبات الأمريكية – بعلاقات دبلوماسية وسياسية صارت خصماً على الحركة واتصالاتها وتأثيرها السالب على الخارج، وهناك داخلياً جديد في الموضوع وهو بيان حزب الأمة القومي بقيادة السيد “الصادق المهدي”.
البيان استنكر حادثة (الحجيرات) وأفاد بأنه يجري مشاورات لتكوين لجنة تحقيق قومية لتقصي الحقائق ومعرفة الجناة، واللجنة تشمل قيادات الحزب بالمركز والولاية إلى جانب الفعاليات السياسية والمجتمعية.
فضلاً عن أن وفداً من قيادات الحزب سيصل إلى المنطقة بغرض العزاء والمواساة، وجاء في البيان المذكور أن حزب الأمة القومي الذي هزته المجزرة، دعا إلى التماسك والوحدة الوطنية في مواجهة (نوازع الفتن التي يسعى البعض إلى إشعال نيرانها في الوطن).
عند هذا المنحنى – والأمر كذلك – فلا بد أن الحركة وحلفاءها سيهزهم موقف حزب الأمة القومي المعلن، ورئيسه الإمام “الصادق المهدي” الذي كانوا على صلة به منذ إعلان باريس وغيره.
إنه موقف وطني جسور ولا نملك إلا أن نقول لـ”المهدي” وحزبه وطنيتكم لا خلاف عليها ومعروفة، فليبحث “عرمان” وحلفاؤه أثر ما وقعوا فيه وهو من شر أعمالهم.