ربع مقال
كرسي وزير السياحة .. !!
خالد حسن لقمان
.. تناقلت الأخبار نبأ انتقال وزارة السياحة بطاقمها لمقر جديد لها بضاحية المنشية بالخرطوم .. كان من الطبيعي هنا أن نقول لهؤلاء وببساطة ألف مبروك .. ولكن ما نقلته إحدى الصحف عن وزير هذه الوزارة الدكتور “محمد أبو زيد مصطفى” بأنه قال: (ما عايز كرسي قديم يرافقني للمبنى الجديد) .. أمر يستوقفنا فهل يريد السيد الوزير وزارة في مبنى جميل في شكله وحديث في أثاثاته .. هذا أمر جيد ولا غبار عليه بالرغم مما نمر به من ظرف اقتصادي صعب يستوجب التقشف الشديد الذي يسمح لنا وعلى الأقل أن نظل على قيد الحياة وعلى وجه الأرض .. ولكن في اعتقادي أن انتقال المعاني الجديدة لمبنى الوزير الجديد أهم من انتقال اصطاف وزارته من مبناه القديم لمبانيه الجديدة .. فالسياحة اليوم لم تعد تدار بعقلية الوزارات القديمة (بكراسيها) قديمة أو جديدة .. السياحة الآن ببساطة هي القدرة على طرح هوية الذات بمكانها وجغرافيتها وتاريخها وثقافتها طرحاً منافساً بنجاح لا متقوقعاً بانكفاء، وهذا الأمر تحققه العقول لا المبنى الحديث ولا الكرسي الجديد الذي إن رأيت بأنه سيعينك في هذا فاشتريه، ولكن فقط نرجو أن يكون كرسياً سودانياً خالصاً من مصانعنا الوطنية لا من خارج الحدود .
مصحح- أحمد