رأي

عز الكلام

يا جبل ما تهزك ريح!!
أم وضاح
 
والله حتى الآن ما قادرة أفهم أو أستوعب أو أجد مبرراً لحالة التهكم والاستغراب التي أبداها البعض تجاه الشرطة السودانية بعد حادثة التفجير الذي حدث في إحدى الشقق التي يسكنها أجانب وبعض الذين لا يرون في الحياة شيئاً جميلاً عملوا من الحبة قبة، وصوروا كأن الخرطوم دي تعيش ليل الفوضى والسبهللية ونسوا أو تناسوا كيف أن الشرطة السودانية وفي السنوات الأخيرة أماطت اللثام عن حوادث كبيرة في ساعات، وتم القبض على الفاعل في زمن قياسي، وخلوني كدي أقول إن من وجهوا نقداً للشرطة أنكروا عليها ويا للعجب كيف أن فرداً أو أفراداً اشتروا مواد قد تكون متوفرة في أي مكان وتصلح لصناعة قنبلة يدوية، ولم ترصدهم الشرطة وتتابعهم وتقبض عليهم متلبسين، وكأنه مطلوب منها- أي الشرطة- أن توفر عسكرياً أمام كل مواطن حتى تستطيع اكتشاف الجريمة في مخيلة صاحبها قبل أن ينفذها، وهذا ما لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع، والجريمة في كل بلاد الدنيا الأفضل والأكثر تطوراً من إمكاناتنا لم تتوقف أو تصل للرقم صفر، لأن هذا هو منطق الأشياء، ولو كان الأمر تقصيراً تستحق عليه الشرطة الجلد والوصم بالتقصير، فهذا معناه أن شرطة أمريكا مقصرة وما بتعرف شغلها وأحدهم يصل حتى عربة الرئيس الأمريكي “ريجان” ويصيبه في مقتل، وهذا معناه أن الشرطة الإيطالية ما عارفة شغلها وأحدهم يعتدي على البابا في نص موكبه، وأمام عدسات المصورين.. ولو أن الأمر على هذا النحو لما استطاع شخص ما ولأكثر من مرة الاعتداء على موكب وزير الداخلية المصري والنائب العام في وسط القاهرة المراقبة صباح مساء بعد أن هددها الإرهاب وكاد أن يفتك بسكانها الأبرياء.
لذلك، للذين يسنون أقلامهم أو سكاكينهم استهزاء وتقليلاً من قدر الشرطة، أقول لهم إن هذا البلد هو الأمن بكل معنى الكلمة بين بلاد العالمين، وهذا لم يحدث ولن يحدث ما لم تكن الشرطة عارفة شغلها وعارفة واجبها، لكن كمان على المواطن أن يكون هو الحس الأمني المهم في هذه المعادلة، بمعنى أن أصحاب الشقق عليهم أن يتحروا تسجيل البيانات لقاطني شققهم وأن يخطروا الجهات الأمنية بأسمائهم مش أي واحد دفع ليه لبتاع شقة (200) دولار يسكنو فيها حتى لو كانت رائحة البارود تفوح من ملابسه، وبعدين يقولوا ليك ليه الشرطة ما عرفت إنه كان يحلم بصناعة قنبلة يدوية!!
الدايرة أقوله إن مثل هذه الأحداث يجب أن لا تهز شعرة في ثقتنا في أجهزتنا الأمنية، لأن من يضربون هذه الضربات يسعدهم أن نفقد الثقة فيها، وردنا عليهم أن الشرطة السودانية يد على السلاح وعين لا تنام، والبدخل بطن أمه بمرقوه.
{ كلمة عزيزة
لا أذكر أنني حزنت في زمان قريب كما حزنت على الهجوم الدموي الذي استباح حياة سبعة من أبنائنا وآبائنا في جنوب كردفان وهم شخوص لا حول لهم ولا وقوة، رعاة بسطاء غبش يسعون في الأرض بحثاً عن رزق حلال طيب لا علاقة لهم بالسياسة ولا دهاليزها، ولا تعنيهم إلا سلطة السماء وثروة الضرع والزرع الذي يمتزجون به، وأمثال هؤلاء الأبرياء حصدت الحرب اللعينة الآلاف منهم دون الوصول لنتيجة، وكأنه قد كتب عليهم الشقاء لينعم البعض بالتفاوض باسم شقائهم، والتربح باسم عذابهم والبحث عن المناصب ببث أشلائهم وغزير دمائهم.. تفاوض شنو مع من يصنعون الحرب ويصرون عليها لأنهم من دونها لا يملكون أي أجندة لطلب الكراسي والمخصصات.. لذلك كلما انطفأت صبوا عليها الزيت لتشتعل ورقصوا رقصة الشيطان في حضرة الجثث.
{ كلمة أعز
استمعت قبل أيام لحديث أحد الدعاة اليمنيين، كان يتحسر في خطبة له على حال اليمن السعيد وقال إن سبب دمار بلاده أن الجيش انقسم كيمان وأصبح الولاء للأشخاص، ولم تعد هناك ثقة في المؤسسة العسكرية.. أقول هذا الحديث من باب الذكرى للغافلين الذين يستهزئون بالمؤسسات السودانية أمن أو جيش.. رجاء بطلوا اللعب بالنار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية