(القوارير) وحديث الذبابة!!
– 1 –
{ حسناً فعل الفريق أول “محمد عطا المولى” بإطلاق سراح عدد من (المعتقلات السياسيات) اللائي تم حبسهن إبان الاحتجاجات الأخيرة على زيادة أسعار (المحروقات)، ومن بينهن زميلتنا الصغرى المحررة – تحت التدريب – “مروة التيجاني”.
وإن تم اعتقال “مروة” بسبب نشاط (سياسي) وليس (صحفي)، فإننا – من حيث المبدأ – نرفض اعتقال أي (امرأة) بسبب أي نشاط سياسي، (لا) جنائي، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين لأمراء الجيوش منهج معاملة المرأة في الحرب (لاتقتلوا شيخاً، ولا وليداً ولا امرأة).
{ وتحكي السيدة “صفية بنت حيي بن أخطب” زوجة رسول الله، أنه – صلى الله عليه وسلم – حج بنسائه، وكان يقودهن رجل، فأسرع بهن، فقال له سيد الخلق: (رويداً.. سوقك بالقوارير).. أي تمهل في القيادة وكأنك تسوق (قوارير) من الزجاج!! وبينما هم يسيرون، فإذا بناقة السيدة صفية – وهي بنت زعيم (يهود قريظة وبني النضير) – تبرك، ولا تتحرك، فبكت السيدة”صفية”، فهبّ إليها سيدنا “محمد” وأخذ يمسح بيده دموعها وهي تبكي وهو ينهاها..!! كان هذا قبل (14) قرناً من تاريخ المصادقة على اتفاقية “جنيف” وبرتوكولها المجدد في العام 1977م الذي يتحدث عن (أسرى الحريات)، وجاء فيه: (يجب معاملة النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن)!!
{ لاحظوا عبارة (الواجب لجنسهن)، وهو تمييز للمرأة، وإن كان (ايجابياً)، إلا أنه يؤكد (الفوارق) الواضحة التي فصّلها الإسلام بين (الرجل) و(المرأة)، حيث (لا) مساواة حتى في طريقة وطبيعة (الاعتقال)!! وهذا ما جاء أيضاً في اتفاقية “جنيف”.
{ حمداً لله على سلامة الأخت “مروة”، وأرجو صادقاً أن تؤسس معنا لمستقبلها (المهني) الأفيد للحريات، بعيداً عن مزايدات (مناضلي الكي بورد).
– 2 –
{ من الطرائف التي أضحكتني في هذا الشهر الكريم، النكتة التي حكاها أحد أعضاء فرق الكوميديا عبر أثير قناة (النيل الأزرق)، وتتحدث عن بيع – وأحياناً إيجار – (الجرائد)، بواسطة (السريحة)، وهم الشباب المنتشرون في الطرقات يوزعون الصحف، وجاء في الطرفة أن أحدهم كان (تمتاماً).. ينطق (الحرف) على دفعات.. و(الكلمة) تستهلك من الزمن (3) دقائق!! داهم (التمتام) وبيده (ربطة) من الصحف – ليس من بينها (المجهر) – أحد أعمامنا المعاشيين، وأصر عليه أن يشتري صحيفة، حاول (عمنا) أن يعتذر له، إلا أن (الفتى) الملحاح و(اللايوق) أطلق في وجه الرجل المرهق تهديداً، لا قبل له به: (يا عمنا.. يا إما تشتري الجريدة.. يا أقراها ليك حرف.. حرف)!!
{ واشترى (عمنا) المسكين الجريدة!! جريدة (أي كلام).. ويكتب فيها واحد صغير (تمتام).. ويا حليل المرحوم (عمر عبد التام)!!
– 3 –
{ انتشر (الذباب) خلال الفترة الأخيرة بكميات مهولة عجزت عن مواجهتها سلطات (صحة البيئة) في ولاية الخرطوم، وللمعلومية فإن هناك (100) ألف نوع من الذباب، (عشرة) أنواع منه تعيش في (المنازل)، ومكاتب الوزارات، والشركات و(الصحف)!!
{ سؤال: لو أن (ذبابة) سقطت في (فنجان قهوة) أمامكم فماذا سيكون رد فعلكم؟
رجل (انجليزي) رد قائلاً: سأترك الفنجان وأبتعد عنه!! أما (الفرنسي) فقال: أخرج الذبابة وأشرب القهوة – ويبدو أنه عمل بتفسير دكتور”الترابي” لحديث الذبابة، أو أن “الترابي” فسر (الحديث) وفق الثقافة الفرنسية ومعلوم أن (الشيخ) عاش ودرس في باريس – أما الرجل (الصيني) فقال: سآكل الذبابة وأرمي القهوة!! الرجل (الياباني) كانت إجابته: أشرب القهوة وأعتبر الذبابة مجاناً..!
{ أما أنا فألقي بالقهوة والذبابة في (حوض الغسيل).. واتغسلوا يا (أولاد)!! العيد قرب.