فوق رأي
سكر زيادة
هناء إبراهيم
الكلام هنا لا يتعلق بالقهوة والحرجل، إنما السكر كـ مرض ولكن بشكل مختلف..
وهسه شربنا الشاي..
عن الذين يعانون من الاهتمام الزائد وكثرة الدلع والهدايا والحب الباذخ، كتبت قبل عدة أعوام موضوعاً ساخراً بعض الشيء سميناه (حُب مرخِي ملح) ذلك الملح الذي سألني عنه الكثيرون، أتركه اليوم وأنتقل إلى السكر.
في لحظة استماع أستوقفتني أغنية اسمها (سكر زيادة)، شاعر هذه الأغنية بعد أن طلب من الله أن يغمر حبيبته بالهناء والسعادة مثل ما جعلت أيامه بحر عسل قال لها:
(في نظرتك هيبة شموخ وإرادة .. وفي وقفتك تكثر بعيني مزاياك)
وواصل في وصف الجمال المحيط بها إلى أن قال موجهاً حديثه لها :
(طلع معي سكر على غير عادة.. وهذي سبايب كثر وصلك ولاماك)
اتفرجتوا..
أصيب بالسكر من كثرة وصلها فطلب منها تقليل نسبة السكر التي في إطلالتها..
فيبدو أنها لم تستجب ولم تستطع أن (تمسخ شوية)، الأمر الذي جعله يقرر في آخر أبيات القصيد أن يترك هذه السكريات المتراكمة في اللقيا والشوف، ليس لأنها جلبت له مرض السكر، بل ليشبع من الفراق..
أكتشف أن نسبة الفراق ضعيفة جداً في حياته.. حيث قال في ختام حديثه:
(تعبت من كثر الفرح والسعادة.. أبغي أجرب طعم الأحزان وياك(..
اتفرجتوا؟!
بسم الله ما شاء الله..
ناس تعبت من كثر الفرح.. زهجت من السعادة.. ملت من الهنا والسرور..
فعلاً حاجة تزهج.. يعني لو ما جربوا الحزن والقهر والملل والوجع ح يستمتعوا بالمشاعر الحلوة كيف؟!
عادة يقولون إذا عُرف السبب بطل العجب، هنا نقول إذا عُرف الشاعر بطل الاستغراب وانجلت الدهشة..
شاعر هذه الأغنية هو سمو الشيخ “حمدان بن راشد آل مكتوم” ولي عهد إمارة دبي وما أدراك ما دبي.
لو أن هذه الأغنية كتبها شخص آخر لكان لحبوبة جيرانا تعليق لكنها كلمات “فزاع” وألحان “فايز السعيد” وغناء “يارا” فماذا نقول..
طبيعي جداً يزهجوا من السعادة ويمشوا يختاروا البُعاد.
وبذلك نكون قد أوجدنا إجابة للسؤال الذي طرحته الأغنية السودانية بصوت “الجابري” (رحمه الله) حد يشعر بالسعادة ويمشي يختار البعاد!!
العاجبني في الموضوع أنه كما جرب الأفراح معها يريد أن يجرب الأحزان معها.. أحزان فقدها.. أحزان فراقها والحرمان من سكرها.. ما أي أحزان وخلاص..
أقول قولي هذا من باب الحب
و…..
أنا بحبك يا مهذب
لدواعٍ في بالي