رياضة

جبرة قصة مدرب استبق الأحداث! هتاف الجمهور أغرقه في بحر الأحلام فهل يفيق مع الأيام؟

أضاع مدرب منتخبنا الوطني الرديف والمدير الفني السباق للنيل الحصاحيصا ومساعد مدرب المريخ الحالي، الكوتش فاروق جبرة، فرصة ثمينة بقبوله العمل مساعداً للبرازيلي هيرون ريكاردو بعد أن كان على بعد أمتار قليلة لتولي المسؤولية كاملة كمدير فني للفرقة الحمراء، وارتكب مجلس المريخ خطأ فادحاً باستجابته لهتافات الجماهير بضمه لجبرة للجهاز الفني كمساعد إلى جانب إبراهومة، ونبدأ بمجلس الأحمر الذي خشي من إقالة ريكاردو حينما غادر الفريق بطولة الأندية الأبطال، وأيضاً حينما خرج بالتعادل أمام الرابطة كوستي وحتى يمتص غضب الجمهور كان قراره بالتعاقد مع جبرة دون أن يتحسب لما يمكن أن يحدث من خلافات، خاصة وأن ريكاردو قبل بالقرار على مضض وهو يدرك في قرارة نفسه أنه المسؤول الأول عن الجهاز الفني وأن جبرة سيصبح مثله مثل إبراهومة الذي تجاهله من قبل بإبقائه بالخرطوم للإشراف على تدريب اللاعبين المستبعدين من بعثة جنوب أفريقيا في الوقت الذي كان فيه ريكاردو مع الفريق بجوهانسبرج للإشراف على مباراة الفهود السوداء دون أن يتحسب لما يمكن أن يحدث من طارئ مما يؤكد عدم قناعته أو اعترافه بدور المساعد.. أما فاروق جبرة الذي صار بمثابة المنقذ بالنسبة لجماهير الأحمر فإن المطالبة به لم تكن لشغل منصب مساعد المدرب وإنما ليكون المدير الفني خلال الفترة التي شهدت سخطاً جماهيرياً على ريكاردو..وحينما وجد مجلس الإدارة نفسه مجبراً على الاستجابة لمطالب الجماهير لم يفكر جبرة أو يدرس الأمر وإنما جاءت استجابته على عجل وكأنه لم يصدق أن الفرصة قد جاءته ليؤكد أنه الأفضل من ريكاردو.. أصاب الغرور فاروق جبرة بسبب إحساسه بأنه مدرب بأمر الجمهور وأن المساندة الجماهيرية تتيح له التصرف كيفما شاء دون أن يستشير المدير الفني.
أخطأ جبرة حينما استدعى لاعبي الأحمر لإخضاعهم لتدريبات إضافية وتمادى في أخطائه حينما توارى خلف اللاعبين دون أن يمتلك الشجاعة بأنه من قرر إخضاعهم للتدريبات.. أخطأ جبرة لأنه وضع المؤسسية خلف ظهره وهو يقدم على خطوة لم تكن ضمن عمله أو اختصاصه.. وأخطأ حينما برر تصرفه بحرصه على مصلحة المريخ في الوقت الذي كان فيه تصرفه أبعد ما يكون عن تلك المصلحة..توقع جبرة أن يجد مساندة من جماهير الأحمر ومن مجلس الإدارة وتوقع أن تؤدي تلك الخطوة إلى إقالة ريكاردو ليكون هو المدرب الأول ولكن خاب توقعه بسبب تسرعه. وتوقعنا أن يقوم المجلس بدوره بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومن ثم توقيع العقاب على المخطئ إلا أن سياسة (مداراة الأخطاء) لا تزال متواصلة فكان القرار بوضع حد للأزمة بإعادة جبرة (المطرود) بأمر ريكاردو وكأن شيئاً لم يكن مما يزيد الأزمة اشتعالاً، لأن جبرة صار في نظر ريكاردو شخصاً غير مرغوب فيه بعد أن فقد الثقة تجاهه وسيكون أكثر تهميشاً من إبراهومة وبالمقابل لن يجرؤ جبرة على الاحتجاج أو تكرار تجربته لأنه إن فعل ذلك سيجد نفسه ملفوظاً من الجماهير التي هتفت باسمه وطالبت بإسناد مهام التدريب له.. المطلوب من مجلس الإدارة أن يتخذ القرار المناسب بإبعاد جبرة الذي لا يعرف حدود اختصاصاته فهل نعشم في استجابة المجلس أم أننا موعودون بمزيد من الأزمات؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية