رأي

بكل الوضوح

 (نفيسة) المعدن طيبة السيرة

عامر باشاب

{ (ست بستين راجل)  عبارة معبِّرة دائماً ما يستخدمها (حبايبنا وقرايبنا) في جنوب الوادي (المصريين) عندما يريدون وصف سيدة عظيمة تحلت بكل الصفات النبيلة والمواصفات الأصيلة الشهامة والكرم والنخوة.
{ (ست بستين راجل) وجدتها أنسب العبارات التي يمكن أن أبدأ بها الكتابة بقلم مملوء بالحزن والأسى ناعياً عمتي العزيزة جداً الحاجة  “نفيسة التجاني خالد الباشاب ” التي غيَّبها الموت عن دنيانا  الفانية في الساعات الأولى من صباح
(الأحد الماضي 28 يناير) إثر أزمة مرضية مفاجئة لتلقي ربها راضية مرضية بعد أن تركت خلفها  سيرة ناصعة البياض جسدت خلالها أعظم الأدوار في دراما الحياة الواقعية، حيث ظلت أدوارها في الحياة تشبه لحد كبير أدوار الأم المربية والأم المكافحة والأم الصابرة والأم الناجحة وغيرها من صفات الأم الرمز والمثال التي ظلت تجسدها الممثلة المصرية القديرة   “كريمة  مختار ” عبر أعمالها الدرامية المختلفة.
{ ويا سبحان الله يأتي رحيل أم الكل  حاجة  “نفيسة التجاني” الأم السودانية العظيمة بعد أسبوعين من رحيل (أم السينما المصرية) “كريمة مختار “.
{ الحاجة “نفيسة التجاني ” تلك السيدة العظيمة أدت رسالتها على الوجه الأكمل في تربية أبنائها وأحفادها، بل وكانت بمثابة الأم المثالية لأبنائها ومثال للعطاء الإنساني اللا متناهي في كل الاتجاهات. 
{ عاشت حياتها لغيرها شالت حمل أسرتها الصغيرة وأسرتها الكبيرة بكل تفرعاتها وتشعباتها (البشابية والشاوشية والبرية ) ، بل وشالت هم حتى جيرانها في كل المواقع والأحياء التي سكنت بها في (الحصاحيصا والخرطوم) ظلت أبواب دارها مفتوحة للجميع، وكانت المثال الذي يحتذى به في التربية والتنشئة السليمة وإدارة وتدبير شؤون الأسرة.
{ أمنا الراحلة الحاجة “نفيسة التجاني ” كانت صاحبة مشورة وحلالة المشاكل والعقد فرَّاجة الكروب والهموم ومسَّاحة الدموع وزارعة الابتسامة، كانت دائماً ما تقود الجميع في ملمات الخير والحزن إلى بر أمان سترة الحال، وهي تجلس بحكمتها وحنكتها على ديسك إخراج المناسبات المختلفة، ليالي الفرح وأيام المأتم لتكون النتيجة دائماً هي الكفاية الوافية من غير ترف في كل الظروف حتى في زمن الأزمات الاقتصادية الطاحنة .
{ أخيراً أقول: إن مساحات كل الصحف والصحائف لا تكفي الكتابة والحديث عن هذه السيدة الفاضلة التي لها قصص وحكايا وروايات من التعامل الإنساني  مع كل من عرفها وتعامل معها.
{ وعن نفسي فقدتها فقداً عظيماً وحقاً لن أجد من يملأ الفراغ الذي تركته في حياتي، حيث كانت الوحيدة بعد أمي التي تتفقدني في كل حين، وتسأل عن حالي  وأحوالي، ودائماً ما تخصني بكل ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات خاصة (البلدية).
{ تستقبلني هاشة باشة تجزل في إكرامي واحترامي وتخصني بالمشورة والرأي في كل صغيرة وكبيرة.
{ من بعدها يقولها لي( أهلا يا أبو الرجال).
{ منَ غيرها يكون محور اللمة العائلية والتجمع الأسري في عاصمة التشتت والانشغال.
 { من غيرها يوصينا على التآخي و التكاتف والتعاضد في زمن التفكك والخلاف والاختلاف.
{ ختاماً أسأل الله العلي القدير أن يكرمها في الدار الآخرة بالدرجات العليا من روض الجنان، وأن يخصها بالرحمة والمغفرة بقدر ما أكرمت الآخرين في دارها العامرة في الحياة الدنيا.
{ إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية