أصبحت (لا شيء) .. !!
نضال حسن الحاج
أحياناً نجد في زحمة قراءاتنا ما يثير إعجابنا.. حتى وإن لم نكتبه نحن ..
فليس بالضرورة أن نحب ما يمثل شعورنا. ..بل الضروري أن نشعر بما نحب…
أحياناً يحب دور الشرير شخص لا يعرف الشر لقلبه طريقاً ..والعكس …
وأنا أمر بصفحات أصدقاء الفيسبوك. ..وجدت إحدى صديقاتي. .التي هي بت (خالتي لزم) .. وجدت على صفحتها هذه الكلمات الحزينات. .قرأتها فأعجبتني. .فهاكموها. ..
سألني حين عاد بعد سنين ..
– ماذا فعلتِ حين استيقظتِ في ذاك الصباح ..
لتكتشفي أنني قررت الرحيل ..
ورحلت؟
هه .. قالها لي .. وكأنه يفخر بما فعله !
( ماذا فعلتِ .. حين رحلت!)
قلت:
– مكثت أدعو الله فقط !
سأل متعجباً:
– دعوته أن أعود ؟
* قلت:
– كلا .. ولكنني سألته قائلة (اللهم خذه أخذ عزيز مقتدر)
تغيَّرت نظراته ..
وقال:
– أتكرهينني إلى هذا الحد..؟!
– أمممم .. كنت أدعو بـ ألم في ذاك الوقت ..
وحين رأيتك اليوم .. صدمت لأنك لم تمت !
وظننت حينها أن دعوتي لم تستجب ..
ولكن .. حين تحدثت معك .. اكتشفت أن الله قد استجاب دعوتي ..
دون أن أعلم.
حتى أنه أخذك من كل شيء!
تعجبت في ذاك الوقت كيف أنني تخلصت منك سريعاً..
وكيف أصبح يومي سعيداً من دونك.. مجدداً !
حتى أني صدمت الآن..
* كيف بوسعي أن أحادثك.. دون أن يضطر قلبي لأن يضاعف دقاته حين يراك!
أنا لم أعد أشعر بوجودك أصلاً !
سألني بهدوء.. وكأنني جرحته:
– إذن.. أنا بنظرك.. ميّت ؟
– كلا بالتأكيد..
نحن نبكي على الأموات..
وتنقبض قلوبنا حين نفارقهم..
أما أنت.. فبوسعي أن أعطيك ظهري الآن ..
واستمر بالمشي.. وأنسى بعد ثوانٍ أنك كنت هنا أصلاً.
أنت فقط.. أصبحت (لا شيء)..
أنت لست بـ ميّت حتّى!