رأي

عز الكلام

أخيراً خبر سعيد!!
أم وضاح
 
لأول مرة منذ زمن بعيد (يطقش أضاني) خبر سعيد يخص ويهم المواطن السوداني مائة بالمائة ويصب في خانة زوال معاناته ويخفف العبء عنه، ووزارة الصحة تعلن أمس الأول عن إعفاء مرضى الفشل الكلوي من جميع رسوم العمليات اعتباراً من الأول من فبراير. وأكد المدير العام للمركز القومي لأمراض وجراحة الكلى عن التزامهم لتنفيذ سياسات الحكومة بتخفيف معاناة المرضى خاصة مرضى الاستصفاء الدموي. وقال أيضاً في تصريحات صحفية إنه قد تم توزيع كميات كبيرة من المستهلكات والأدوية التي يحتاجها مريض الفشل الكلوي بجميع ولايات السودان، ليأتي كل هذا الحراك في مصلحة البني آدم السوداني، خاصة الذين ابتلاهم الله بهذا الابتلاء والذي أصبح مكلفاً ومرهقاً لميزانيات الأسر في ظل ظروف اقتصادية صعبة وضاغطة. وطبعاً الخبر لو تم استمراره وتطبيقه على ذات النحو الذي خرج به من المصدر فإنها بلا شك بشرى وفرج كبير للمرضى، لكنني أخشى ما أخشى من ظهور السماسرة والجوكية الذين يقطعون الطريق على مجانية العلاج ويتحول الممكن إلى اللا ممكن والمتاح إلى غير المتاح، ويتعرض القرار برمته إلى مهب الريح مثله ومثل قرارات كثيرة خرجت من مهدها نقية بيضاء من غير سوء، لكن لوثتها وبوظتها الأطماع وجعلتها فريسة لشراهة معدومي الضمير الذين لا فرق عندهم إن تاجروا بالدواء أو المرض أو المريض نفسه، لذلك على وزارة الصحة التي اتخذت هذا القرار أن تفعل أجهزتها الرقابية لمتابعته حتى يصبح أمراً ملزماً في كل المدن البعيدة بدلاً من أن يتلتل المرضى بحثاً عن العلاج في العواصم والمدائن الكبيرة، وهذا القرار يعتبر بكل المقاييس انحيازاً لمعاناة وأوجاع مرضى هم في أمس الحاجة لوقفة الحكومة معهم، وبعضهم يحتاج إلى أكثر من مجانية العلاج والمرض البغيض أقعد حالات كثيرة عن العمل، ليفقدوا مصادر دخلهم وفي رقابهم مسؤوليات أسر وأبناء، وهذا ما يجب أن يوضع في الاعتبار إن كان من ديوان الزكاة أو أية جهة أخرى تتكفل وفق برامج ودراسة حقيقية بمساعدة هذه الفئات بشكل رسمي ومنتظم!!
في كل الأحوال لا بد من الإشادة والتصفيق لهذا القرار الذي فيه كثير من الانحياز للإنسان وللإنسانية في انتظار قرارات (منصفة) أخرى نحتاجها بشدة لتضع حداً لأزمات ومشاكل الغبش الذين ظلوا ولزمن طويل يسمعون عن شعارات، شاكلة أن رفع الدعم عن كثير من السلع يصب في مصلحتهم وظل ما يسمعونه مجرد شعارات لا فاهمينها ولا حاسينها، ومثل هذا القرار هو الذي يفهمونه ويحسونه ويتفاعلون معه، بس خوفي من (الغربان) التي تخطف الفرحة وتسرق خاتم المنى!!
{ كلمة عزيزة
حديث طويل جمعني بمسؤول كبير جداً (والكبير الله) انقشعت من خلاله تفاصيل الرؤيا لملفات اقتصادية مهمة سأعود إليها لاحقاً، لكن أكثر ما لفت نظري في حديثه أن بلادنا هذه مترعة وشبعانة موارد، لكن أزمتنا الحقيقية في كيف تدار هذه الموارد وإلى أين توجه. وخلوني أقول إن هذا الحديث عين الحقيقة إذ أن الغلطة التي ارتكبناها أيام النفط و(الشفقة) التي أدير بها هذا الملف لم تجعلنا ندخر القرش الأبيض لليوم الأسود، لذلك ظهر النفط واختفى (ذي الضاربه جن) فلم نستفد منه ولم تنعكس ظلاله على اقتصادنا، وهذا ما كان ينبغي أن يجعلنا نعي الدرس لأن الوقوع في الغلط المرة الأولى مقبول لكن في الثانية هو بالتأكيد نوع من البلادة والغباء الذي يجب أن يجد المساءلة والمحاسبة والإقصاء، لذلك آمل أن تكون القرارات الأخيرة التي طالت أهم مؤسسة اقتصادية كبرى، وأعني بنك السودان قد وضعتنا في المضمار الصحيح. وآمل أن يتحرر المحافظ الجديد من حاشية الأفكار التقليدية العقيمة والمتحجرة التي لم تنجز طوال السنوات الماضية، لكنها لا زالت مصرة على (الكنكشة) رغم أنف العقول الشابة الوثابة النيرة.
{ كلمة أعز
أمس وفي نشرة الأخبار تفاجأت باحتفالية قيل إنها ختام مهرجان للثقافة وبصراحة لم أسمع عنه ولا عن فعالياته ولا حتى الأعمال التي منحت جوائز، يا ربي المهرجان ده في بلد ثانية واللا في بلدنا دي، لكن شغال بـ(الدس).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية