قرار الرئيس
{ يتخذ الرئيس “عمر البشير” قرارات صارمة لصالح الديمقراطية والحرية ولا يسمع بها أحد.. يتبنى الرئيس مواقف إنسانية عميقة في علاج المرضى، ويمسح كثيراً من الدموع ،ولا تجد تلك الإنسانيات ضوءاً خافتاً في فضاء الإعلام، إما بسبب المستشارين الإعلاميين ،الذين يحيطون بالرئيس، وهم أعجز عن القيام بدورهم ويؤثرون سلامة الوظيفة ، بالقعود عن القيام باستحقاقاتها.. وحتى لا نذهب بعيداً ، نضرب الأمثال ،بقرار أصدره الرئيس في صيغة توجيهات لوزير الإعلام د.”أحمد بلال عثمان”، برفع الحظر والإيقاف عن قناة (أم درمان) قبل أسبوعين من الآن، وطلب الرئيس لقاء الأستاذ “حسين خوجلي”.. وفي ذلك إشارة واضحة إلى موقف الرئيس من قرار تعليق بث القناة ،الذي اتخذته وزارة الإعلام بذرائع إجرائية، مع أن قرار إيقاف بث قناة أو حجب صحيفة عن الصدور هو قرار سياسي كبير، تترتب عليه آثار سالبة على صورة السودان خارجياً، ويسجل القرار في دفتر الانتهاكات الممنهجة، التي ترتكبها الحكومة في حق نفسها أولاً ، وفي حق الحريات والإعلام.
{ والرئيس “البشير” ،الذي وجه د.”أحمد بلال عثمان” بإطلاق سراح قناة (أم درمان) يعلم جيداً، أن “حسين خوجلي” صاحب المنابر الإعلامية المتعددة ،إذاعة وصحيفة وقناة، لم يطعن يوماً الوطن في كبده ، كما فعل آخرون.. ولم يبدل قناعاته ومواقفه من الرئيس “البشير” ولا حكومته، لكنه اختار منبر المناصحة والإصلاح ، وتلك مهمة صعبة وثمنها يصعب دفعه.. وقد ذهب “حسين” إلى السجن حبيساً ، وتعرضت صحيفته للإغلاق وقناته وإذاعته.. ولكنه لم يخن وطنه.. أو ينقلب على إخوانه.. رغم التعسف الذي وجده من بعض الذين يسعون دوماً لإبعاد “حسين خوجلي” من الرئيس، والتحرش به، وحفر الدسائس بينه وأحب الناس إلى قلبه.. المجموعة التي اجتمعت مع د.”أحمد بلال” ظهر (الاثنين) ، وضمت رئيس اتحاد الصحافيين “الصادق الرزيقي” ونائبه “محمد الفاتح” و”حسين خوجلي” و”صلاح الشيخ” والكاتب “إمام محمد إمام”، جميعهم من أصدقاء “حسين” وتلاميذه ،ولقاؤهم بوزير الإعلام لقاء (إخراجي) لقرار اتخذه الرئيس “البشير” قبل أسبوع.. وكان حرياً بوزير الإعلام أن يخرج للفضاء ، ويقول الحقيقة إنه تلقى توجيهات من الرئيس “البشير” بإلغاء قرار إيقاف قناة أم درمان ، وتسهيل إجراءات عودتها فوراً ، واتخاذ حزمة من التدابير بشأن الثغرات التي استندت عليها الوزارة في قرار الإيقاف.. وقرار الرئيس الذي غُيِّب من الرأي العام، وصُوِّر الأمر وكأن اتحاد الصحافيين تقدم بمبادرة لوزير الإعلام ومعه المجلس القومي للصحافة ، وقد اتخذ وزير الإعلام في تلك الجلسة التي تخللتها الابتسامات المتبادلة وقفشات “حسين خوجلي” ومداعبات “أحمد بلال”، قرار رفع حظر البث.
نعم كان لاتحاد الصحافيين مبادرات وجهد واتصالات رأسية بالقيادة السياسية ،لكن الرئيس “البشير” كان له موقف رافض من حيث المبدأ ،لإيقاف قناة أم درمان. وكثيراً ما تتخذ الأجهزة التنفيذية قرارات تجد الاحترام من قبل الرئيس ، ولا يتدخل في كل حالة ويهزم أجهزته، ولكن في حالة قناة أم درمان ،اتخذ الرئيس قراره ووجه د.”أحمد بلال” بإنفاذ القرار فوراً، رغم محاولات بعض الموظفين في الوزارة ، بهيئة البث ، عرقلة القرار.. لكن هيهات… عادت قناة أم درمان بقرار من الرئيس ، وهو قرار لصالح الديمقراطية والحرية والوعي والاستنارة في وطننا.