شهادتي لله

(البرابرة) في شوارع الخرطوم !!

{السلوك البربري .. العبثي والهمجي الذي يتعامل به بعض المواطنين مستخدمي الطريق العام أثناء قيادتهم السيارات أو المركبات العامة مثل البصات والحافلات، أمجاد والركشات، أو حتى الراجلين، يحتاج إلى ضبط صارم وقاس من شرطة المرور المشغولة بتفاصيل أخرى وحملات مع مداخل ومخارج الكباري، أحياناً بأوامر محددة من الإدارة وأحياناً بمبادرات من الدوريات !
{ليس من ضمن اهتمامات هذه الحملات السرعة الزائدة في الكباري ليلاً أو نهاراً، وليس من أولويات المرور ضبط مخالفات الشاحنات والبصات والحافلات وحتى الركشات لعدم التزامها السير في المسار (الأيمن) !! هذا لا يحدث إلا في “الخرطوم”، فقد تجد (عربة كارو)، دعك من (بص الوالي)، تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل على المسار (الأيسر) المخصص للسيارات المسرعة ولو في حدود (60 كلم / ساعة) !!
{قبل يومين صادفت على جسر المك نمر (بص سيرة) بعد الحادية عشر ليلاً، يحتكر البص المسار الأيسر بسرعة قد لا تزيد عن  (30 كلم / ساعة)، لأن البص من نوع (تاتا) القديم، على يمين البص كانت ( تقدل) سيارة صالون من طراز حديث وانخرط سائق السيارة في مداعبات مع أقاربه وقريباته مستقلي البص، حاجزاً دون مبالاة حركة السيارات خلفه، على المسارين لعدة دقائق !! ضغطت على (البوري) عدة مرات لأنبه هؤلاء المستهترين بالشارع العام، رغم أنني أسير خلف عدد من السيارات المقفولة بـ(زفة) ما بعد انتهاء الزفاف !!
{الأسبوع الماضي، في شارع الجمهورية، كانت صفوف السيارات تتزاحم بانتظار  الإشارة الخضراء، عند تقاطع المجلس التشريعي، وبعد أن سطع الضوء الأخضر كان أحدهم يجلس خلف مقود عربة (بوكس دبل كاب)  بدم بارد، ولا يريد أن يغادر موقفه، ويبدو أنه يتبع لجهة حكومية أو نظامية، لم يهتم بسلسلة الاحتجاجات الصوتية خلفه، كان منخرطاً في نقاش مع راكب على يمينه، أو ربما قدر من فطنته وبروده معاً أنه لا معنى للتقدم أماماً، ما دام السيارات متراصة بعد التقاطع مباشرة، فاقترح لنفسه الأمارة بالسوء، أن يبقى في مكانه ويلزم الآخرين وراءه بقراره، طالما أن شرطة المرور غائبة عن موقع الحدث !!
{وعندما احتج أحدهم عليه (بالنظر فقط) لسوء فعلته المنتهكة لحقوق الآخرين وللطريق العام، رد عليه عنترية: ( يا أخ مالك .. ؟؟؟) .
ولو تابعت الكثير من مخالفات  (الوقوف الخاطئ) في شوارع الخرطوم، ستجد أن سائقي سيارات الحكومة، والقوات النظامية، يمثلون نسبة مقدرة من المخالفين، هكذا (بالنظر أيضاً) نراهم يومياً داخل السيارات (المظللة) ونطالع أرقام لوحاتهم البيضاء المميزة .
{وطبعاً لا يستطيع (جندي) في المرور أن يقتاد ضابطاً صغيراً أو رفيعاً أو ضابط صف في الوحدة أو القوة الفلانية، أو مكتب الوزير أو المعتمد العلاني،  لأنه سيضيع زمنه (على الفاضي) إذا أصر أن يأخذ القانون مجراه، وأن يذهب مع المخطئ إلى (القسم) !    
{أنا متأكد أن مثل هذه المشاهد الرعناء المتكاثرة في شوارعنا نهاراً وليلاً، ليست في جدول اهتمامات شرطة المرور، وإلا لتمت مكافحتها بقوة، مثلما تم  قبل سنوات تعليم الناس – إجبارياً – (وضع الحزام)، تحت تهديد (الإيصالات) غير الإلكترونية !!
{(سبت) أخضر .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية