"البشير" و"مرسي" .. النيل الأبيض الصناعي..!!
{ الأخ الكريم الأستاذ/ الهندي عز الدين
تحية الصحة والعافية ورمضان كريم
{ اسمح لي أولاً بالإشادة بعمودكم (شهادتي لله)، وهو يطل كل يوم على القارئ بآراء جديدة وموضوعية تحمل إجابات لكثير من الأسئلة والقضايا اليومية التي تمس حياة الناس، فيكون العمود مصدراً لقوة دفع كبيرة لآمال متجددة.
{ الموضوع الذي أريد أن أطرحه أمامكم هو رغبة الرئيس المصري في الاستثمار الزراعي، وقد تناوله خطيب مسجد الشهيد في غرة شهر رمضان الكريم، وهو الإمام الكاروري، وكان بحق عالماً يعمل بعلمه، مواكباً لما يجري حوله من أحداث على مستوى الإقليم والعالم الإسلامي.
{ تحدث الخطيب عن لقاء جمع الرئيسين بأديس أبابا، أبدى فيه الرئيس المصري رغبة بلاده في الاستثمار الزراعي (2 مليون فدان)، وتجلت فيه قدرة الدكتور مرسي في ترجمة أحلام مصر الكبيرة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال الاستثمارات بالسودان، وقد اقترح الخطيب مشروعاً زراعياً مهماً بالشمالية، يبدأ من منطقة الشاتاوي بالنيل الأبيض بشق قناة رئيسية بمحاذاة النيل حتى أقصى الشمال، وأريد إضافة تعديل مهم لهذه الفكرة الصائبة، لأن النيل الأبيض قديماً له فرع يبدأ من منطقة (الشور) ويسير محاذياً للنهر الرئيسي، لينتهي بالدبة شمالاً، وبالتالي يمكن حفر قناة تبدأ من تندلتي تتجمع فيها مياه (خور أبو حبل) القادمة من جبال النوبة عبر شمال كردفان، لتحقق الأهداف الكبرى من حصاد المياه، وتتجه القناة من (تندلتي) شمالاً عبر (الشور) و(ودنمر) بالنيل الأبيض، لتعبر (وادي هور) ثم (وادي المقدم) وتنتهي بمنطقة الدبة، وتكون المساحة المتاحة للري صالحة لزراعة القمح لتكفي احتياجاتنا مع الشقيقة مصر وتنتج كذلك (شمام القاليا) بمنطقة (الشور) وتكون مورداً هائلاً لتربية الحيوان بغرض الصادر، وطول هذه القناة (260) كلم يمكن إنجازها في زمن قياسي بتضافر الإرادة والعزيمة بين البلدين (وقد أنجز الشعب السوداني من قبل في عهد الرئيس عبود امتداد مشروع المناقل بترعة رئيسية 256 كلم، ليروي مليون فدان في ثلاث سنوات، مع الأخذ في الاعتبار التقدم الكبير في تكنولوجيا الحفر).
{ ولو قدر لهذا المشروع أن يرى النور فسوف تتحقق نهضة زراعية كبرى تشمل ولايات شمال كردفان، والنيل الأبيض والشمالية ويستوعب هذا المشروع الأيادي العاملة والخريجين، وعندها نقول أنجزنا نهر النيل الأبيض الصناعي Artificial White Nile اسأل الله أن يحقق آمال الشعبين بتحقيق هذه الأفكار الكبيرة.
والله من وراء القصد
م. زراعي سليمان مكي سليمان
Email.sirsaliman@hotmail.com