أخبار

خربشات (الجمعة)

في جبرة الشيخ (الاثنين) الماضي أطلق “مكاوي محمد عوض” وزير النقل بشريات جديدة مع رفع الحصار جزئياً عن السودان، بأن الطريق الدائري العباسية رشاد أبو جبيهة تالودي سيستأنف العمل فيه الأيام القادمة.. وتلك البشريات مع إعلان مجلس الوزراء لأول مرة وقف إطلاق النار في المنطقتين لمدة (6) أشهر يجعل الشركة الصينية التي توقفت عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية قبل خمس سنوات تعيد النظر في قرارها.. فمن جهة أصبح السودان بعد رفع الحظر الأمريكي يملك خيارات عديدة في يده.. بعد أن كان خيار الشركات الصينية بمثابة خيار من لا خيار له.. واستغلت الصين مصائب السودان وفرضت عليه عقود إذعان مجحفة وبأثمان باهظة واستخدمت الصين تكنولوجيا زهيدة الثمن ومتخلفة في عمليات التنقيب والاستكشاف عن البترول.. بل الاستثمار الصيني كان أكثر جبناً في تقديم الخدمات الاجتماعية للمناطق التي يستثمرون فيها.. وحينما عزم الجنرال د.”عيسى آدم أبكر” والي جنوب كردفان قبل شهور استئناف تشييد الطريق بالإمكانيات التي في الحقل، مئات العربات والقلابات وعشرات اللودرات تقبع في العباسية منذ (5) سنوات.. هددت الشركة الصينية بالمطالبة بغرامة قدرها (10) ملايين دولار.
والآن أمام د.”عيسى آدم أبكر” فرصة تاريخية لوضع الصينيين تحت الضغط للعودة وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة والشروع في أعمال رصف طريق لا يقل أهمية عن (شريان الإرادة) على قول الفريق “بكري حسن صالح”، وهو يفتح المرحلة الأولى من طريق بارا أم درمان.. والجنرال الوالي “عيسى أبكر” الذي ترشحه أعماله لدورة تنفيذية قادمة في كرسي الحكم بجنوب كردفان مطالب اليوم بوضع المركز أمام الأمر الواقع، والشروع في احتفالية بدء العمل في الطريق سواء كان ذلك عبر الشركات الوطنية أمثال (زادنا) أو شركة الجنيد أو مام أو شريان الشمال، أو بالضغط على الصينيين للعودة للعمل في الطريق الدائري، خاصة وأن الأوضاع الأمنية قد تحسنت واتسعت الرقعة التي تسيطر عليها الحكومة. وفي الشهر الماضي.. طاف الجنرال “عيسى” على قرى وفرقان لم تطأها أقدام وسؤول  منذ اندلاع الحرب الأخيرة، ومع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، فإن الأمل والرجاء أن تستجيب الحركة الشعبية لنداء السلام وتطلق هي الأخرى وقف إطلاق نار لمدة ستة أشهر.
(2)
هل يستطيع الوسط الرياضي المساهمة في تحقيق السلام وكسر جمود التواصل بين المناطق التي تسيطر عليها الحكومة والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية؟؟ في هذا المقام لماذا لا تزور فرقة هلال كادقلي (أسود الجبال) منطقة كاودا وتلعب مباراة مع منتخب كاودا.. للارتقاء برسالة الرياضة السامية لتسهم في كسر العزلة المفروضة على المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، ولماذا لا يتقدم “أشرف الكاردينال” بمبادرة تدعم هذا التوجه و”أشرف الكاردينال” على صلة وثيقة جداً بالحركة الشعبية الأم والحركة الشعبية قطاع الشمال، وله علاقات خاصة بـ”ياسر عرمان” و”عبد العزيز الحلو” لماذا لا يقود “أشرف” بعثة الهلال العاصمي لزيارة كاودا أو لعب مباراتين في جوبا ليساهم الهلال في تحسين العلاقات مع دولة جنوب السودان. وأشرف نفسه يعترف بدور وطني قام به بين المؤتمر الوطني و”جون قرنق” قبل وفاته.. ولا بأس أن يتجه أيضاً أهلي شندي إلى كاودا خاصة وأن راعي النادي “صلاح إدريس” كان أول من دخل معسكرات النازحين في دارفور وسخر اسم الهلال وشعبيته الجارفة في خدمة قضايا الوطن.. لن تغلق الحركة الشعبية كاودا في وجه رسل السلام والمحبة ولن تستطيع ذلك لأن هلال كادقلي يمثل الولاية وتطلعات شعبها.. وهلال كادقلي هو “دانيال كودي” وهو “جلال الفكي كادقلي” وهو “حي لملك وكلمو و”محمد عبد الله بقاري” وهو “موسى رحمة” والمرحوم “موسى سومي”.. وكبي الغزال.. وهو الناس وتفاصيل الحياة الصغيرة.
(3)
أهداني القطب الرياضي المريخي الكبير “محمد علي الجاك دقل” كتاباً لـ”ميرغني ديشاب” بعنوان البطاحين.. تاريخهم وشعرهم وشعراؤهم، الكتاب يقع في (184) صفحة.. لكن من المفارقات في هذا البلد أن الكاتب “ميرغني محمد عثمان ديشاب” من أهالي (حلفا) أي أعاجم الشمال، ولكن لسانه زرب وقلمه سيال (مغموس) في دوحة الفن والأدب والبحث التاريخي.. وكان الأستاذ “حسين خوجلي” يحدثنا كثيراً عن طعم وتميز كتابات الأعاجم بلغة غيرهم، وكنا نصغي كتلاميذ في حضرة أستاذنا “حسين خوجلي” وهو يعدد شعراء فحولاً إما من حلفا أو من البحر المالح مثل “إسماعيل حسن” و”محمد عثمان كجراي” الذي لو لم يكتب إلا ما تغنى به وردي لكان جديراً بالاحتفاء.. والزعيم “محمد علي الجاك دقل” رغم تباين مواقفنا الرياضية والسياسية.. هو يقف في ضفة المريخ مشجعاً الأحمر الوهاج.. وأنا مع الأزرق العاتي.. و”دقل” اتحادي ديمقراطي وختمي وأنا أنصاري.. و”دقل” من بادية البطانة وبعيداً عنه نحن في بادية الحوازمة، إلا أن الرجل يمثل مكتبة بالسوق العربي مقهى للرياضيين ومنتجع للسياسيين يغمرهم بفيض كرمه وحسن استقباله وبيض سيرته.. ولا يذكر البطاحين إلا وتلوح في الأفق معارك تلك القبيلة الكبيرة.. ومواقفها التاريخية.. وهي قبيلة عربية تنسب إلى القرشيين ويقطنون في مناطق أبو دليق وهم من المجموعة الجعلية ومن رموز القبيلة الشيخ “فرح ودتكتوك” حلال المشبوك. ويقول الباحث “الطيب محمد الطيب” إن البطاحين ينسبون إلى جدهم الأكبر “محمد الجديد” الذي كُني بأبطح نسبة لوادي الأبطح بالأراضي المقدسة.. وانتساب البطاحين للجعليين لأن جدهم الكبير “العباس ابن عبد المطلب” ويقول “عوض الشريف قاسم” إن الجعليين مجموعة قبائل وليست قبيلة واحدة من فروعهم الجمع في شرق كردفان والجوامعة والميرفاق والجوابره والركابية والبديرية.. والغديات، وكتاب ميرغني ديشاب” غني بالمعلومات وزاخر بالمواقف وهو من السودانيين القلائل الذين نذروا أنفسهم إلى خدمة العلم والثقافة متجولاً بين مدن وأرياف السودان مثل الكاتب “صديق البادي” الذي لو كان لوزارة الثقافة في بلادنا إحساس بالذين يكدحون من أجل إثراء الوجدان السوداني لكرمت الوزارة الباحثين “ميرغني ديشاب” و”صديق البادي” ولجعلت من العالم المثقف الباحث “خالد الشيخ” مرجعاً وقد ارتقى به مولانا “أحمد هارون” لمنصب الوزير ولكن أمثال هؤلاء تضيق عباءة الوزارة بهم ويضيقون بها.. وكل (جمعة) والجميع بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية