مسألة مستعجلة
عندما ينحاز.. (الشيوعي)!!
نجل الدين ادم
أستوقفتني الروح التي قابل بها الحزب الشيوعي القرار الأمريكي برفع الحظر الاقتصادي على السودان، وسكرتيره العام “محمد مختار الخطيب” يعلن خلال مؤتمر صحفي أمس الأول، ودون تردد ترحيب حزبه بالقرار، ويمضي الحزب إلى أبعد من ذلك وهو يقدم روشتة أو نصائح بغية الاستفادة من القرار.
يعلن الحزب الشيوعي المعروف بمواقفه المناهضة للنظام القائم، والرافضة لسياسته جملة وتفصيلاً، بينما لا يعجب حزب الأمة القومي الذي تتفق أيديولوجيته مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، لا يعجبه العجب، فيعزف رئيسه السيد “الصادق المهدي” موقفاً، لا يضع فيه اعتباراً للمصلحة العامة ومصلحة الشعب في بيان له ويختار طريق تثبيط الهمم والتقليل من القرار وإفساد الفرحة وهو يقول صراحة للإدارة الأمريكية “أنتم أخطأتم في الأسس التي بنيتم عليها قراراتكم وإنها غير حقيقية”، ويشير إلى أن الصحيح في الأسس أن تقاس بتطورات السلام والتحول الديمقراطي.
والغريب في الأمر أن الإمام “الصادق” كان متقدماً دون سواه من قادة الأحزاب المعارضة، في مسألة الحوار الوطني الذي كان القصد منه تحقيق هذا التحول الذي ينشده في بيانه المشاتر هذا، ولكنه آثر الخروج غاضباً.
السيد “الصادق المهدي” زعيم لحزب كبير وعريق وكل ما يخرج منه من مواقف، مؤكد أنه سيحسب عليه سواء كانت سالبة أو إيجابية، والسؤال الذي يفرض نفسه.. هل يريد الإمام أن يعيش الشعب السوداني في ضنك من العيش باستمرار العقوبات الأمريكية من أجل أن ينال من الحزب الحاكم؟!
أسمح لنا هنا أن نقول لك إنك أخطأت، وفي مثل هذه المواقف دائماً ما تكون غلطة الشاطر بألف، والآن أنت تجاوزت الألف بموقفك هذا، الحزب الشيوعي يتقدم على حزبك بنقاط في معركة إثبات الوطنية وتغليب مصلحة الشعب.
أنظر ماذا قال سكرتير الحزب الشيوعي، قال إن هدفهم أن تتمتع البلاد بعلاقات متميزة مع دول العالم المختلفة، لذلك كان سبّاقاً في إعلان موقف حزبه المنحاز للقرارات الأمريكية، ليس من أجل عيون الحكومة أو النظام القائم، ولكن من أجل عيون الشعب السوداني الذي أعياه النضال وهو يكابد في البحث عن غدٍ مشرق كلما تدلهم عليه المصائب والمحن بسبب الحصار الاقتصادي، الذي تأذينا منه حتى في الحصول على الدواء!
أرجو أن تعي الأحزاب جميعها سواء في الحكومة أو المعارضة، أنه بالضرورة أن لا تجعل القرارات هذه محطة لتصفية الحسابات، بل محطة لإعادة صياغة الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد بما يرضي طموحات الشعب السوداني، والله المستعان!