رأي

المشهد السياسي

أحسنت يا “ظافر”..!
موسى يعقوب
 
وزير الخارجية البروفيسور “غندور” أثار في مؤتمره الصحفي ظهر (السبت) دهشة الحضور من الإعلاميين بمنطقه ونأيه عن المدح للذات وهو من قاد اللجنة الخاصة بإدارة الحوار، مع الجهات الأمريكية وصولاً إلى القرار الأمريكي الخاص برفع العقوبات الأمريكية الاقتصادية والتجارية على البلاد، بتفاصيله التي باتت معروفة للجميع، وكان لغالب أهل السودان دورهم في الدفع باتجاه ذلك القرار.
لجنة الحوار الخاصة المعنية شملت مؤسسات سيادية ومختصة منها وزارة الدفاع ووزارة المالية وجهاز الأمن القومي والبنك المركزي وآخرون.. وكلهم كانوا حضوراً معه وإلى جانبه في المؤتمر الصحفي، وكان لكل إضافته لما قال “غندور” الذي نسب سر النجاح في الوصول إلى القرار الأمريكي للتنسيق الذي كان بين المؤسسات ولدعم السيد الرئيس ومتابعته لما قامت به هذه المؤسسات المفاوضة، والدول الصديقة من الألف إلى الياء. وقد جرى ذلك كله في صمت تام وبعيداً عن الإعلام كما قال خشية التشويش والإثارة.. كما نضيف..!
الحدث كان له وقعه الإيجابي على كل المستويات إلا من لم يجد فيه ما ينفعه، غير أن أحد النافذين وهو وزير دولة برئاسة الجمهورية ومدير لمكتب السيد الرئيس، استدرجته إحدى الصحف في اليوم التالي للمؤتمر الصحفي أو استدرجها هو ليقول ما ليس مناسباً في ذلك السياق، ولا يجوز في فقه المؤسسية وثقافة التنسيق والانسجام بين التنفيذيين وأهل الحكم والإدارة الواحدة رئاسية كانت أو تنفيذية أو ما إليها.. ففي البلاد ذات التقاليد يغادر المسؤولون الكبار مواقعهم وبين يديهم وفي خزاناتهم ما لا يفصحون عنه إلا بعد سنوات وسنوات خشية أذى المصلحة العامة، بل لو أن أحدهم كتب مذكراته وسيرته الذاتية يعرضها على جهات الاختصاص للموافقة عليها وتجريدها مما يضر بالمصلحة العامة.
الصحيفة المشار إليها وهدفها الترويج لنفسها والسيد وزير الدولة وصاحب الموقع الرئاسي المستنطق ليس بعيداً عن ذلك، خرجت علينا في اليوم التالي – أي (الأحد) بعناوين ومانشيتات تثير (التقزز) إن جاز التعبير، حيث أنها قالت إن كل ما تم الوصول إليه كان بجهد ذلك الرجل ودوره الخاص والشخصي في العلاقات الخارجية.
الأدوار في الإدارة الواحدة كما هو معلوم – لا تتعارض وإنما تتكامل والتاريخ يعطي كل ذي حق حقه، فالصحيفة المذكورة بتقديرنا باعت مهنيتها – فيما نرى بعدم اهتمامها في اليوم التالي (الأحد) بالمؤتمر الصحفي للسيد وزير الخارجية ومن معه في اللجنة الخاصة بالحوار نهار (السبت)، لتدلف للترويج لما هو خارج النص الذي عرض على السيد رئيس الجمهورية ونائبه الأول، ثم جيء به إلى الرأي العام من اللجنة الخاصة بالحوار مع الجهات المسؤولة الأمريكية في ملف العقوبات والعلاقات بشكل عام.
الأستاذ “عبد الباقي الظافر” الكاتب الصحفي والمحلل السياسي تناول في عموده بصحيفة (الصيحة) الموضوع وأشار إلى ما اكتنفه من عيوب وذلك ما يشكر عليه ونقول له أحسنت، فالفريق “طه عثمان” ما كان له أن يدلف إلى ما دلف إليه وإن استدرجه البعض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية