رأي

عز الكلام

أراضي الحلفاية قصة ونهايتها لسه!!
أم وضاح

حرصت أمس، أن أسجِّل حضوراً للمنبر الإعلامي لولاية الخرطوم والذي استضاف وزير التخطيط العمراني الفريق ركن مهندس “حسن صالح عمر” وحرصي كان منبعه أهمية هذه الوزارة بالنسبة للولاية العاصمة، وهي التي تشكِّل ملامحها وهيكلها العام، وتضطلع بمسؤولية كبيرة تجاه أحيائها وامتداداتها، لا سيما وأن أسئلة كثيرة كنت أحملها ضمن هذا الملف المهم لولا أن سبباً قاهراً جعلني أتأخر، وحضرت لأجد الوزير قد بدأ في لملمة أوراقه إيذاناً بانتهاء المؤتمر، لولا فرصة أخيرة سمح لي بها، تعمدت أن استغلها في سؤال مباشر عن الخطة الإسكانية للحلفاية، ونقلت للأخ الوزير بعضاً مما شاب هذه الخطة من مفارقات ظلت محل تساؤل للمستحقين، والخطة جاءت جميعها على نسق واحد من حيث المساحة والرسوم، رغم أنه عند التقديم الأوَّلي من أوراق ثبوتية تحدد النقاط الفاصلة في تصنيف الدرجات من أولى وثانية وثالثة، وحتى الرسوم نفسها كانت مختلفة ومتفاوتة، إلا أن المستحقين تفاجأوا أن مساحة الأرض واحدة والرسوم نفسها واحدة، وكانت إجابة الأخ الوزير أن هذه الخطة هي خطة خاصة لا يشملها هذا التفاوت في المساحة، وعضَّد حديثه السيد مدير الأراضي، لكنه زاد أنه لم يحدث أن اختلفت الرسوم، وقال: إن حدث هذا فهو مجرد شيء عابر واستثنائي، وأن كانت بالفعل هناك حالات فإن الإثبات على من أدعى، وبصراحة لو كنت أعلم أن الرجل ستكون هذه إجابته لأحضرت معي العشرات شهوداً على ذلك، لاسيما وأن إحدى الأخوات كانت تجلس خلفي قالت لي: أنا متبرعة أجيب ليك بدل الدليل (ميه)، ويبدو أنها من (الواطين) على جمرة هذا الموضوع الذي أخذ حيزاً كبيراً من الانتظار، ولا يزال الناس في انتظار أراضيهم. أسوق بخطة أم درمان مثلاً، والتي لم تشهد هذا التأخير. أما السؤال الثاني فقد كان عن المساحات التي تظهر فجأة في الأحياء، ملاعب لكرة القدم، وهل هي أصلاً ضمن المخطط الهيكلي أم أنها تصاديق استثنائية تعطى لأولاد (المصارين البيض)؟ وكان رد الأخ الوزير: إن أي مخطط هيكلي تكون فيه دائماً مساحات تترك للمعالجات التي تطرأ على الأحياء، إذا كانت ساحات أو مراكز صحية أو أي مرافق خدمية أخرى، وتبقى مسألة الفعل فيها خاضعة لتقديرات الجهات المسؤولة، وبالتالي يا الجهات المسؤولة (شنو) رأيك في بعض البيوت والعمارات التي شبت عن الطوق في ساحات عرفت ميادين؟ هل هذه المباني مرافق ضرورية واستثنائية تخص المواطن، أم أنها (دفن الليل أب كراعاً بره)؟.
وبالمناسبة حتى أكون أكثر عدلاً فإن هذه التجاوزات شهدتها الخرطوم قبل مجيء السيد الفريق وزيراً في حكومة الفريق “عبد الرحيم محمد حسين”، لكن كمان الواجب والشفافية يتطلبان أن تفتح هذه الملفات حقاً وعدلاً وإنصافاً.
في كل الأحوال مثل هذه المؤتمرات مفيدة ومثمرة، خاصة مع وزارات لها علاقة مباشرة بِهَم المواطن السوداني الذي غالباً ما يبحث عن إجابات لأسئلة تظل حائرة وتائهة، أما الأخ مدير الأراضي فأعده أن أوفر له الحالات التي استغربها حتى مكتبه من غير ما يتعب نفسه.
{ كلمة عزيزة
كل المجهودات التي تضافرت وتواثقت الفترة الماضية حتى تكللت برفع الحظر على السودان ورفعت معدلات التفاؤل إلى أعلى درجة أخشى ما أخشى أن (يخسف) بها إلى سابع أرض أي تشكيل للحكومة أدنى من التوقعات وأقرب إلى الإحباط، إما ببقاء أسماء ووجوه أكدت فشلها الذريع أو بتعيين شخصيات الشعب السوداني (رامي طوبتها من بدري) بسبب مواقفها المهزوزة وقفزها على أحزانه وإحباطاته وبعضهم من (حنَّس) أمريكا لتشديد عقوباتها وضربتنا رمياً بالصواريخ ولو (نسيتوا اللي جرى هاتوا الدفاتر تنقرا).
{ كلمة أعز
حكى رجل لأبنائه وهو يعظهم كيف أنه حدثت له حادثة تكتَّم عليها طوال حياته لحكمة وفلسفة مؤمن بها، حيث قال إنه ذات نهار، وبينما يركب على ظهر ناقته وجد رجلاً يتلوَّى من الألم وسط الصحراء، فعطف عليه ونزل وأركبه محله، وما أن توهط الرجل إلا وهرب بالناقة تاركاً إياه وحيداً في الصحراء، لكنه ظل متكتماً على الأمر حتى لا تموت المروءة بين الناس، وأنا للأسف هناك من سرق تعاطفي وزمني واهتمامي، لكن رغم حرصي على المروءة سأحكي القصة حتى لا ننخدع من دموع التماسيح.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية