لا مفاوضات .. استريحوا
ليس غريباً أن ينفي الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ” ياسر عرمان ” أمس ما صرَّحت به الحكومة حول لقاءات غير رسمية جرت مع الحركة، فقد ذكر ” عرمان ” في تصريحات نقلتها وسائط المعارضة إنهم لم يجتمعوا مع الحكومة، ولن يجتمعوا لمناقشة أي شأن سياسي، عدا القضايا الإنسانية لتوصيل الإغاثة للمنطقتين، ودعا ” عرمان ” الشعب السوداني للمضي قدماً في مشروع إسقاط النظام!!.
إذن لماذا ترهق الحكومة نفسها وتسعى إلى من لا يريد ودها، و لا يقبل التفاوض معها إلا على طرق توصيل (السلاح) و معونات الجيش الشعبي من ” أصوصا ” الإثيوبية تحت ستار (نقل المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب)، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي و” إثيوبيا “، وقد رعيا معاً من قبل (انفصال) جنوب السودان .. أسوأ جريمة في تأريخ السودان السياسي، و أنا أتعجب مثل غيري كثر أن يناقش البعض موضوع انفصال الجنوب، ويزعم دون أن يستحي أنه من أعظم إنجازات (الإنقاذ)!! يكفي الكلمة ومعناها ومدلولاتها (انفصال).. هل هناك انفصال إيجابي؟!.
كل (انفصال) من انفصال المشيمة عن الرحم في شهور الحمل، إلى انفصال الجنوب، يدل على كارثة وخطر .. لا يجادل في ذلك غير الكذابين والمنافقين والجهلة .
المهم أن ” عرمان ” لا يريد مفاوضات ولا يحزنون .. وهو حر .. وهو الآمر الناهي وصاحب القرار في الحركة الشعبية، شئنا أم أبينا، ما تقول لي ” جقود مكوار ” و لا أصحاب المصلحة من جبال النوبة ولا أسماء هلامية، ولا حتى رئيس الحركة ” مالك عقار “.. لماذا ؟ لأن لوبيات أمريكا والترويكا الأوربية تثق في ” ياسر عرمان “، وتسلمه المال ومفاتيح الاتصالات الدولية. ولِمَ ” عرمان ” دون غيره ، فلا هو ” نوباوي ” و لا هو من أبناء ” الفونج ” ؟!.
بصراحة.. لأنه لم يثبت عليه (فساد مالي) حتى الآن، و الممولون الأمريكان والأوربيون لا يريدون أن يعبث بمالهم أحد خارج الأجندات المرسومة، وقد جربوا (الجنوبيين) في الحركة (الأم) لسنوات طويلة، وعرفوا كيف يستبيحون المال العام وكيف تحول ميزانيات الدعم إلى حسابات خاصة في ” نيروبي ” و ” لندن ” و ” أديس أبابا ” .
يلا.. شوفوا ليكم شغلة غير السفر لـ” أديس “.. وما في داعي لمفاوضات أصلاً .. ما دام وافقتوا على نقل جزء من الإغاثة من ” أصوصا “.. يمشوا ضباط مخابرات يراقبوا العمليات من الأراضي الإثيوبية .. وخلاص.