العدالة في دولة (الصهاينة)..!!
أوردت القناة الإسرائيلية الثانية أن رئيس الوزراء “بنيامين نتينياهو” خضع أمس الأول (الخميس)، إلى تحقيق مطول بواسطة الشرطة الإسرائيلية حول شبهة تلقيه هدايا من أحد رجال الأعمال في دولة الكيان الصهيوني!
ضباط من إدارة التحقيقات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية استجوبوا رئيس الوزراء في مقر الحكومة لمدة (5) ساعات حتى منتصف الليل، ولم يكن بمقدور المرعب “نتينياهو” الذي يخشاه الملوك والرؤساء العرب ويتودد إليه الرؤساء الأمريكان، أن يرفض الخضوع للتحقيق واستقبال الشرطة في مكتبه، لأن الدستور في دولة اليهود يفرض على الحاكم، مهما عظم شأنه، أن يخضع للقانون ويحترم الجهات المنفذة له، حتى وإن كان ضابطاً صغيراً!!
هل تعلمون ماهية الهدايا التي بسببها يساق رئيس الوزراء إلى التحقيقات؟!
هي مجرد (سجائر) كوبية فاخرة، قدمها له أحد أصدقائه من رجال الأعمال، وقوارير “شمبانيا” حصلت عليها زوجته “سارة”!!
في أي دولة عربية أو إسلامية، يحدث هذا، بما في ذلك “ماليزيا” و”تركيا”؟!
إنه لما يثير الحزن والأسف أن يكون تطبيق المثال الإسلامي الراقي الذي كان واقعاً قبل (14) قرناً.. في حياة نبينا “محمد” صلى الله عليه وسلم، وعهود خلفائه الأربعة الراشدين، وفيه يتساوى (الحاكم) و(المحكوم)، يتجدد اليوم في نظام حكم الدولة الصهيونية، على ما فيها من عنصرية وإجرام تجاه (الآخر) من خارج ملة اليهود!!
ممارسة الديمقراطية والشفافية وسيادة حكم القانون، هي أساس بقاء الدولة العبرية متماسكة ومستقرة.. نامية وناهضة وسط محيط معادٍ لها ورافض لوجودها.
فالترسانة الحربية الهائلة موجهة للعدو (العربي) و(الإسلامي)، ولا تستخدم مطلقاً أداة في أي صراع سياسي داخلي بين الأحزاب الإسرائيلية الحاكمة والمعارضة.
اللعبة السياسية هناك لها قوانينها الصارمة وحدودها وخطوطها الحمراء.. الجيش والمخابرات من ثوابت حماية الدولة، والأحزاب متغيرات.. والحكومات لخدمة المواطن وحفظ مصالح إسرائيل أينما كانت.
ينبغي أن نستفيد ونتعلم من كل التجارب الإنسانية التي أثمرت تنمية ورفاهية وتقدماً.
فلنستمر في مقاطعة إسرائيل، إذا كان ذلك في إطار إستراتيجية شاملة واعية بمصالح دولتنا “السودان”، ولكن هذا لا يمنعنا أن نتابع باهتمام ما نجحوا فيه، وفشل فيه العرب والمسلمون!!
سبت أخضر.