أبطال الاستقلال في مخيلة مدرسة "إسماعيل الولي"
بقلم – عادل عبده
مؤسسة “إسماعيل الولي” التعليمية حازت القلادة الذهبية في تنظيم الاحتفائية الهائلة بالذكرى الحادية والستين بالاستقلال المجيد التي جرت يوم (الأحد) الثاني من يناير الجاري في باحة المدرسة، فقد شهد الحدث الملحمي الدكتور “أحمد بلال عثمان” وزير الإعلام الاتحادي والأستاذ “محمد يوسف الدقير” وزير الثقافة والسياحة بولاية الخرطوم والدكتور “عابدين شريف” وزير تنمية الموارد البشرية السابق، ولفيف من نواب البرلمان القومي والولائي، فضلاً عن رموز وقيادات التعليم الحكومي والخاص بولاية الخرطوم.
ما وراء الصورة كانت هنالك دلالات كثيرة ومعاني عميقة أبطالها براعم مدرسة “إسماعيل الولي” الذين عكسوا بكل همة وذكاء وحيوية تلك الخطوات التاريخية والمساهمة الفريدة والمعالم الوضاءة للقيادات والرموز الوطنية الذين وضعوا اللبنات الأساسية والمداميك الثابتة والمنافحة البطولية التي فتحت الطريق لنيل استقلال بلادنا عام 1956.. فقد جاء هؤلاء البراعم الصغار على منصة الاحتفائية وهم يعطرون المكان بعبق الدهشة والفخر ويدلقون الأجواء بسحر الإبداع والتألق وهم يجسدون مواقف الساسة الكبار في صنع الاستقلال. وقد حكى كل واحد ما فعله الزعيم “الأزهري” والشريف “حسين الهندي” و”عثمان دقنة” و”علي عبد اللطيف”، في سبيل الخلاص من العبودية وبلوغ الحرية والاستقلال. وقد تناثر في الجو طيف هؤلاء الزعماء والرموز الوطنية حيث قُوبلت تلك اللحظات المترعة بالتصفيق الداوي والثناء العميق من الحضور الذي ضاق به المكان.. هكذا ارتبط أبطال الاستقلال في مخيلة مدرسة “إسماعيل الولي” من خلال إرثهم وكفاحهم وبطولاتهم على أفواه وقناعات هؤلاء البراعم الصغار، الشيء الذي ربط الماضي التليد بالحاضر الزاهر على أعتاب المستقبل الواعد!!
في السياق أشاد الدكتور “أحمد بلال” بالنجاحات الباهرة والخطوات العملاقة التي أحرزتها مدرسة “إسماعيل الولي” على طريق التربية والتعليم، وذكر بأن هذه المدرسة العريقة خرجت أرتالاً من العلماء والمفكرين الذين يفتخر بهم السودان. ومن جهته قال الأستاذ “محمد الدقير” بأن الاستقلال ليس شعارات براقة بل هو حراك كثيف من أجل البناء والتنمية وأشاد بحرص المدرسة على تثبيت قيام احتفائية الاستقلال كل عام، وطالب بالتركيز على أناشيد (رجالات المؤتمر) مثل (صه يا كنار) و(في الفؤاد ترعاه العناية) انطلاقاً من أهميتها ورمزيتها الوطنية. ومن جهته تحدث الأمير “مشاور جمعة سهل” عن مغزى فكرة إعلان الاستقلال داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955 ووصف الحدث بالملحمة التاريخية.
في اللوحة البليغة كانت الأستاذة “نفيسة الولي” في قمة الابتهاج والسرور فهي صاحبة المضامين العميقة في هذه المناسبة الكبيرة وقد رأت الحصاد الأخضر يصيب الهدف المرتجى.. كانت صورة الاحتفائية شريطاً يدق في خلجات النفوس ويتوغل في العقل والمنطق، فقد ظلت مدرسة “إسماعيل الولي” تمثل بوابة الرجاء في خدمة التعليم والاستنارة من وحي الشعار المرسوم (التربية ثم التربية ثم التربية ثم التعليم).
المحصلة كانت احتفائية هائلة تفاعلت مع ذكرى الانعتاق من العبودية، وكسرت طوق الإحساس باليتم والضعف وأضاءت طريق التفاؤل نحو المستقبل الواعد.