رئاسة الوزراء للجيش .. خيار أفضل
(1)
تترك (المحلية) جبال أنقاض المباني تحت التشييد.. تسد الشوارع في كل مكان، وتبقي على تلال أكياس النفايات أسابيع، ولا تنظم مع شرطة المرور وقوف السيارات في الطرقات، لكنها فقط.. تضايقها (أكشاك الجرايد)، فتأتي كما فعلت محلية الخرطوم بأوامر الإزالة للمكتبات في السوق العربي، لأن المحليات لا تقرأ، ولو كانت تقرأ لتحسست مواقع الجمال واحترمت مراكز المعرفة والتنوير، ولعرفت الفرق بين المكتبات و(خيام) وصناديق بيع المواد التموينية التابعة لولاية الخرطوم المتناثرة في الكثير من نواحي محليات العاصمة!!
مشكلتنا أن كثيراً من الذين يديرون أمورنا العامة يعانون من (الأمية الثقافية)، وإن تمتعوا بالألقاب العلمية والمراتب الرفيعة!!
القبح في كل شيء في شوارع الخرطوم، لكن السادة المعتمدين وضباطهم الإداريين لا يرون قبحاً إلا في أكشاك الجرايد!!
ربما لأن الجرايد تكشف للناس سوءات تلك المحليات الجابية والمستهلكة.. المحليات غير المنتجة.
(2)
دمج الأحزاب السياسية، ودمج الوزارات المقسمة لأجل المعالجات الحزبية والجهوية والقبلية، أفضل للبلد من دمج الصحف، فكل نسخة من صحيفة تفتح باباً للحرية، وترفع مظلمة لمواطن أو مجموعة فينقضي الأمر وتنتبه السلطة، وتنشر مناشدة لعلاج مريض لا يملك ثمن الدواء أو قيمة العملية، وتحتفي بالمتفوقين بالمئات من الطلاب والطالبات وتبث الفرح في نفوس عائلاتهم، وتحكي كل صباح قصص المبدعين والمبدعات في بلادي، دعك من المساهمة في حل قضايا الوطن الكبرى بالرأي والمتابعة الخبرية، هي بلا شك أفضل من (عشرين حزب) وهمي.. لا دار له.. ولا أمانة.. ولا أمناء .. و لا مؤتمر عام!!
(3)
إذا نال العسكريون .. رجال القوات المسلحة منصب رئيس الوزراء القادم بموجب التعديلات الدستورية الأخيرة، وهم أهل له، فلا شك أنه خيار أفضل من أن يؤول الموقع لحزب (المؤتمر الوطني) الذي يستحوذ على مواقع تنفيذية وتشريعية غالبة.
في تصوري أن رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الفريق أول “عماد الدين عدوي” اسم مناسب.. وكفاءة عسكرية وإدارية عالية تستحق أن تمنح الفرصة للعطاء في منصب سياسي رفيع.