شهادتي لله

(3) أحزاب .. أجيبوا دعوة "الصادق المهدي"

{ دعوة زعيم حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” التي أطلقها أمس إلى توحد الكيانات و الأحزاب السياسية السودانية في ثلاث (جبهات) أو (تنظيمات) ، دعوة عقلانية واعية تستوعب أزمات أحزابنا و مشكلاتها التاريخية ، و تسعى لتجميع ما تفرق و تقسم و تناسل منها حتى بلغت أكثر من (100) حزب !!
{ طرح السيد “الصادق” تلاقي الأحزاب إما في تيار تأصيلي ، أو تيار علماني حداثوي ، أو تيار ثالث تأصيلي تحديثي، و قد اعتبر حزب الأمة القومي وأحزاب وسطية أخرى ضمن قوى التيار الثالث الذي يجمع التأصيل مع الحداثة .
{ في أمريكا العظمى نموذج الديمقراطية الراقي في العالم، يتبادل (حزبان) فقط الحكم، و يتقاسمان الكونغرس بغرفتيه “الشيوخ” و”النواب” بنسب مختلفة في كل دورة انتخابية، مع وجود أحزاب صغيرة أخرى لا تنال ثقة الناخب الأمريكي و لا تدخل البيت الأبيض أبدا !!
{ فما الذي يجعلنا أكثر ديمقراطية من أمريكا ، ليكون في بلادنا (مائة وعشرين) حزبا و حزبا ؟!
{ إنها الفوضى، و شح الذات و رغبة كل سياسي في أن يكون هو (رئيس الحزب) ، لا نائب الرئيس ،  يحدث هذا في أحزاب الحكومة ، و في أحزاب المعارضة ، و كذا الحال في الحركات المسلحة التي تقاتلت في الأحراش فيما بينها قتالاً عنيفاً، و سفك قادتها دماء بعضهم البعض ، لأجل الانفراد بالرئاسة و (السلطة) ، حتى لو كانت سلطة متوهمة .. سلطة بدون دولة !!
{ الفكرة ليست جديدة؛ اختصار القوى السياسية في ثلاثة أو أربعة أحزاب، لكن تجدد الدعوة هذه المرة بواسطة السيد “الصادق المهدي” ، تعتبر مبادرة (نظرية) و (عملية) في آن واحد ، بالإمكان تحققها على أرض الواقع ، خلافاً لما يمكن أن نطرحه نحن في الصحافة أو ما يمكن أن يقترحه مراقب من على البعد ، أو داعية أو مرشد أو مصلح سياسي.  
{ يستطيع “الصادق المهدي” أن يمضي قدماً في خطواته .. بياناً بالعمل، حزباً جديداً في الساحة يستوعب قوى التأصيل الحديثة ، بحيث تضم فصائل (اتحادية) و(إسلامية) و (بعثية) وبعض منسوبي الحركات المسلحة، خاصة (العدل و المساواة) ذات المرجعية الإسلامية .
{ و يمكن أن ينتظم (الشيوعيون) و (الناصريون) و (حق) و( المؤتمر السوداني) و (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) وقوى يسارية أخرى في الجبهة اليسارية العلمانية التي تمثل التيار الثاني ، على أن تتحد القوى (التقليدية) الإسلامية مع تيارات (سلفية) و (إخوانية) في الكيان الثالث .
{ ماذا تبقى للناخب السوداني من خيارات غير موجودة في التيارات الثلاثة ، مع حركة البرامج الانتخابية الخدمية والتنموية و الاختلاف في الرؤى تجاه الاقتصاد و العلاقات الخارجية و مشروعات دعم المواطن؟
{ أظن أنه حان الأوان أن تعي كافة القوى السياسية بالبلاد خطل ممارساتها المضرة بتماسك بلادنا و مصالح شعبنا .. ثلاثة أحزاب كبيرة و قوية تكفي ..بدلا من (100) لافتة هزلية !

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية