أخبار

توقيعات في دفتر 2017م

اليوم يطل العام الجديد ويسود التفاؤل وسط قطاعات عريضة من السودانيين بأن العام الجديد سيشهد تغييرات كبيرة، من جهة أوضاع المواطنين وإحلال السلام وسيادة دولة القانون والتراجع الاستثنائي في دفتر التوقعات والآمال تذهب اتجاهات الرأي إلى حزمة متغيرات.
أولاً: على الصعيد السياسي وبعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني يسود اعتقاد بأن رئيس مجلس الوزراء الذي يختاره الرئيس سيتولى مسألة التفاوض مع القوى التي لا تزال تحمل السلاح والقوى السياسية الممانعة، وأن رئيس الوزراء القادم يمثل ثقلاً سياسياً وتنفيذياً باعتباره رئيساً لوزراء الحكومة الوفاقية التي تختلف كثيراً عن الحكومة الحالية، والتوقعات تشير إلى وصول الحكومة والمتمردين لقرار بوقف إطلاق النار أو عدائيات في النصف الثاني من العام الجديد.. ويفتح الوقف لاتفاقية تنهي الحرب بنهاية العام في المنطقتين ودارفور.
ثانياً: على صعيد الاقتصاد تدخل حقول النفط في النيل الأبيض (الراوات) الإنتاج ويتحسن إنتاج البترول المستخرج من غرب كردفان وخاصة “هجليج”.. وتبعاً لذلك ربما شهد سعر العملة الوطنية استقراراً للجنيه مقابل الدولار في حدود (20) جنيهاً للدولار الواحد، وربما يقفز في شهور الطلب العالي في رمضان وموسم الحج إلى حدود (22) جنيهاً، في الوقت الذي تستقر فيه أسعار السلع مع ارتفاع في أسعار الذرة والفول والسمسم والكركدي في الأيام القادمة وفتح الأسواق الخليجية لصادرات اللحوم السودانية أفضل مما هي عليه الآن.. وبعد إعفاء محافظ بنك السودان الذي وقف حجر عثرة رافضاً لسياسات التوسع في التمويل الأصغر وشراء البنك للذهب من قطاع التنقيب الأهلي.. يتوقع في عهد المحافظ الجديد أن يشهد التمويل الأصغر ازدهاراً وتتوسع قاعدة المستفيدين منه.
ثالثاً: على صعيد العلاقات الخارجية فإن الوزارة ربما تشهد انتقالاً من المؤتمر الوطني إلى الأحزاب الشريكة بتعيين د.”التجاني سيسي” الذي يحظى بتقدير من الرئيس والقوى السياسية المعارضة والمشاركة.. و”السيسي” خبير بشأن القارة الأفريقية والمنظمات الدولية.. وله شبكة علاقات واسعة في المنطقة.. وفي ذات الوقت يغادر الوزارة السفير “كمال إسماعيل” إلى الإيقاد وتحتفظ الوزارة بوزير الدولة د.”عبيد الله محمد عبيد الله” وربما يعود بروفيسور “غندور” إلى التعليم العالي وزيراً في كرسي د.”سمية أبو كشوة” التي تعود لجامعة الخرطوم.. وربما يشهد العام الجديد مزيداً من التوترات مع الجار الجنوبي الذي تضطرب أوضاعه بسبب إيوائه لقطاع الشمال من جهة وفشله في توحيد جبهته الداخلية.
رابعاً: على الصعيد الإعلامي فإن تغييرات محدودة سيشهدها قطاع الإعلام وخاصة في جهاز التلفزيون الذي أصبح طارداً ويتوقع أن يتمدد نفوذ “محمد حاتم سليمان” نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم خاصة بعد البراءة التي حصل عليها من قبل القضاء.. والدعم والسند والمؤازرة التي وجدها من القيادات في الحزب والدولة.. وبات نائب رئيس القطاع السياسي اللواء “عبد الله علي صافي النور” من المرشحين لتولي رئاسة قطاع الإعلام في الحزب، وربما احتفظ د.”أحمد بلال عثمان” بموقعه وزيراً للإعلام وكذلك “ياسر يوسف” الذي لا يختلف حول النجاح الذي حققه ولن تتحسن أوضاع الصحافة إلا بتحسن المناخ، وفي حال الوصول لاتفاق بوقف العدائيات بين الحكومة والمتمردين وهدوء الأوضاع الداخلية، فإن الصحافة سوف يرفع عنها سيف الرقيب جزئياً وتترك تتنفس دون أكسجين صناعي، وربما خفت المصادرات وإيقاف الصحافيين عن العمل بقرارات سياسية مع التحسن الذي سيطرأ على المناخ العام.
خامساً: رياضياً سيشهد منتصف العام الجديد انتخاب الفريق “عبد الرحمن سر الختم” رئيساً للاتحاد العام لكرة القدم وانتخاب “جمال الوالي” رئيساً لنادي المريخ في حال انسحاب منافسه الأول رجل الأعمال “آدم سودكال”.. ولن يتقدم الهلال كثيراً في البطولة الأفريقية وكذلك أهلي شندي في الوقت الذي يتوقع أن يترشح هلال الأبيض إلى دوري الأربعة في البطولة الكونفدرالية، وتشهد الساحة الهلالية مزيداً من الانقسامات والصراعات والاستقطاب خاصة إذا عاد رجل الأعمال “صلاح إدريس”. وفي الدوري الممتاز لعقد للعام الجديد ربما بصم حي العرب بورتسودان على نتائج طيبة ومنافسة الهلال كادقلي على مقعد ممثل للسودان خارجياً.
سادساً: على صعيد ولاة الولايات فإن المؤتمر الوطني لن يتنازل من أية ولاية لحلفائه من الأحزاب حتى لو طالب بها السيد “محمد عثمان الميرغني”، وأن التغييرات في منصب الوالي لن تتعدى الولايتين أو الثلاثة وإن ذهاب “أيلا” من الجزيرة سيكون هو المفاجأة والحدث وعودة “أحمد هارون” من الأبيض للخرطوم واحتفاظ جميع ولاة دارفور بمواقعهم الحالية، وربما يذهب “آدم جماع” إلى “الفولة” والأمير “أبو القاسم بركة” إلى “كسلا”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية