عابر سبيل
والحال من بعضه يا جماعة
ابراهيم دقش
..تملكني العجب وأنا أقلِّب صحيفة (الاستاندر) الكينية، عدد (الخميس) 22 ديسمبر 2016م، فعلى صفحتها الثانية بالتحديد نشرت نتيجة مسح قامت به يومي 17 و18 ديسمبر، استفسرت فيه المواطنين العاديين في العاصمة نيروبي وفي الأقاليم عن الذي (يقلقهم)، ووجهت سؤالاً واحداً: ما هي أهم مشكلة حادة تواجه منطقتك؟ وأجمع الناس على القائمة أدناه وبالترتيب التالي:
_ الجوع/ الجفاف
_ الفساد
_ التكلفة العالية للمعيشة مقرونة بالتضخم
_ البطالة
_ ضعف القيادة
_ الفقر
_ الجريمة
_ ضعف شبكة الطرق
_ نقص المياه
– القبلية والتوترات الإثنية
_ مشاكل الأراضي
وهذا الذي أجمعوا عليه يكاد هو هموم بلدان كثيرة أفريقية وعربية وآسيوية ولاتينية وربما أوروبية، بما فيهم نحن طبعاً، ذلك هو سبب تملك العجب والاستغراب لي، لأن بعض السودانيين مغرمون برسم صورة قاتمة للحال في بلادنا دون أن يعقدوا مقارنات أو يروا متشابهات أو يلتفتوا للدنيا من حولنا، فأنا مثلاً توقفت عند احتياجات البرتغاليين الرافضة لإجراءات التقشف التي أعلنتها الحكومة، وتأملت في الضائقة الاقتصادية التي تواجهها اليونان، وشدتني أزمة البترول في نيجيريا، وهي من البلدان المنتجة والمصدرة له، ولفت نظري انعدام سلعة السكر في جارتنا العزيزة مصر، وحيرتني الحالة (المائلة) في شيلي.. والأمثلة لا تحصى.
وللأمانة أضع جدول صحيفة (الاستاندر) بأرقامه، كما هي حتى لا يقول قائل من أين لي بما أتيت به؟.
اقرءوا واخرسوا يا… يا منو؟.