عز الكلام
حوار الرئيس والشباب
لا أفوت فرصة تجمعني بعدد من الشباب إلا وأدرت معهم نقاشاً غالباً ما يبدأ ساخناً ثم ينتهي دافئاً على عكس حوارات السياسيين هذه الأيام التي تبدأ باردة ثم تنتهي بحريق. وحظي الذي لا أدري إن كان عاثراً أو أنه مبتسم دائماً ما يرميني أو يرمي في طريقي شباباً من أولئك الذين يظنون أن دعاوى ومطالبات الاعتصام التي طلعت (موضة) هذه الأيام، هي واحدة من الطرق التي يمكن أن تسقط بها الحكومة. وبالأمس جالست في مناسبة هذه (العينة) والذين سألوني وظنوا أنهم يحرجوني بسؤالهم أنتي يا “أم وضاح” مع الاعتصام واللا لا!، قلت لهم قبل أن أجيب حا أسألكم سؤالاً وعايزة إجابات حقيقية ومنطقية ومدروسة وبعدها ستعرفون موقفي. وبطريقة أستاذة “إنعام” معلمتي في الابتدائية لمادة الرياضيات الله يطراها بالخير، إن كانت على قيد الحياة أو لها الرحمة إن انتقلت إلى دار الخلود. وبصوت قوي قلت لهم سؤال رقم واحد هل عصيان يوم واحد سيهز مفاصل الدولة ويخلخل اقتصادها ويوقف بورصتها وطيرانها ونقلها براً وبحراً حتى تهتز أركان القصر الجمهوري من هول الضربة فيسلم الرئيس الراية؟ أوضح ليكم السؤال بشكل ثاني هل هذا العصيان له قيادة واعية رسمت خارطة طريقه وشكلت ملامحه وتحسبت للخطوة الأهم، وهي ما بعد هذا العصيان إن حقق نتائجه أم أنها قفزة في الظلام ولغم سيوضع في بطن الأمة لينفجر ممزقاً أشلاءها؟ سؤال ثاني ولا زلت متلبسة شخصية أستاذة “إنعام” هل أنتم موافقون والأهم مطمئنون للأسماء والشخوص المترقبين ومنتظرين من الخارج والداخل أن يحكموا البلد دي باللايكات والكوفشتات وذات صفحات النضال الإلكتروني بدأت تسرب قوائم المرشحين للحكم في ما يشبه حسب النبض لأشواق الناس وآمالهم؟ السؤال الرابع هل بلدنا التي تحتاج للعمل والإنتاج هل تستطيع أن تستوعب هزة اقتصادية أو تستحق أن نعرضها لذلك، قلت لهم شوفوا يا شباب وبالمختصر المفيد حا أقول ليكم كلام وذات الكلام سأوجهه للرئيس شخصياً مع حفظ المقامات والألقاب، ونحن نتفق جميعاً أنه في خلل أيوه في خلل!!
في فساد أيوه في فساد، في ظلم أيوه في ظلم الحل شنوا؟؟ الحل أن ينقل الشباب المفسبكين والموتسبين آراءهم من حيز الفضاء الإسفيري إلى حيز الواقع الملموس. ما لو أخي الرئيس لو دعوت لحوار شبابي مفتوح الأبواب في مؤتمر جامع يكون فيه الحديث في الهواء الطلق المفسبكين والموتسبين في القروبات يقدموا من يشاءوا وهم قادرون على التواصل وعلى تحديد الآلية لمن يمثلونهم في هذا الملتقى، وليكن الحوار مع الرئيس شخصياً بلا وسيط بلا موانع بلا حواجز.. حوار مفتوح فيه كل الضمانات، ولمن أقول الضمانات فأنا أعنيها بسقفها اللا محدود. وبالمناسبة هذا الاقتراح ليس ضرباً من الجنون ولا نوع من الخبل، إذا كنا فعلاً جادين وحريصين على مصلحة البلد دي والقصة ما قصة كرسي وثروة، خلونا من حوار الطرشان ودفن الليل أب كراعاً بره، وأنا شخصياً أعتقد من جانب الشباب الذين في
أكثرهم حريصون على البلد، هم مستعدون للاستجابة والتجاوب، لكن من الجانب الثاني وأقصد جانب الحكومة لا بد من فتح الأبواب ومن يحرص ألا تفتح فهو بالتأكيد صاحب مصلحة في أن تظل جايطة ومجهجهة ومهددة بالطوفان. فيا سيدي الرئيس أفتح مسارات الحوار مع هؤلاء الشباب وليتسع صدرك لصاحب الغبينة والعندو رأي والعندو فهم والعندو مشورة، أما المنتظرون ما بعد (19) ليقودوا البلد وهي (باركة) لن يهمهم شيء حتى لو جابوا عاليها واطيها!!
{ كلمة عزيزة
أنا شخصياً حتى لو كنت في خلاف مع شخص آخر أظل أحترمه طالماً هو على الأقل خلافه مبني على ثوابت فيها منطق وعقلانية ويفقد عندي كثير من أراضيه إن أصبح الخلاف مبنياً على الكذب أو تزييف الحقائق. أقول هذا الحديث ومعارضو الحكومة ملأوا الأسافير أمس بكذبة هي كما المحلول الوريدي الذي يغذون به شرايين الحكومة، وهم لا يعلمون والكذبة مبنية على أن من استقبلوا الرئيس في كسلا لم يكونوا سودانيين وإنما هم مواطنو دولة مجاورة، واستدلوا على ذلك أن الرئيس عند مخاطبته الجماهير طلب إنزال اللافتات وهي ليست المرة الأولى التي يطلب فيها الرئيس هذا الطلب في لقاءات جماهيرية، بل ويطالب الحشود بالاقتراب منه أكثر. فيا جماعة الخير الحكومة دي فيها كثير من النقاط التي تستحق أن تكون أهدافاً للنقد والهجوم، لكن هذه الافتراءات تؤكد أن المعارضة هي معارضة كذب ونفاق وسجم ورماد، وإذا كان الشعب السوداني صابراً على كوارث الحكومة فما الذي يجبره على تأييد أم الكوارث.
{ كلمة أعز
من يشاهد “بشار الأسد” على التلفزيون السوري بالفل سوت ومن يشاهد زعماء المعارضة السورية حريصين على الكرفتة وتصفيف شعورهم قبل الإطلالات الفضائية، ثم يشاهد على ذات الشاشة أطفال حلب ونساءها تحت القصف يدرك أن الحوار والمنطق هو لغة العقلاء وأصحاب الوطنية أفهموها بقى!!