الديوان

سوق البطيخ ..الكلام على طعم الألوان ..!

(حلا وحمار .. قطعية نار)
المجهر – خالد الفاضل
(حلا وحمار ..قطعية نار). بهذه النغمة  الشهيرة التي يروج بها بائعو البطيخ لبضاعتهم في إشارة إلى أن البيع لا يتم إلا بعد أن يتأكد الزبون، أن البطيخة حلوة وحمراء بعد قطعها بالسكين. وخلال جولة  ميدانية على الأسواق التقت (المجهر) بالبائع “إبراهيم” الشهير (بود اللوا) وزميله “بابكر أحمد كرباس” بملجة البطيخ بالسوق الشعبي أم درمان، ودردشنا معهما عن البطيخ ومواسم زراعته وأهم أماكن إنتاجه وأنواعه، وسألناهما عن كيف يعرف الزبون أن البطيخة ناضجة وحمراء، وعن أجود أنواع البطيخ وأين يزرع، فإلي مضابط الدردشة وغيرها من الأسئلة.
كل المواسم
يقول “إبراهيم ود اللوا”: البطيخ يأتينا من كل أنحاء السودان من الشمال والغرب والشرق والوسط، وفي الماضي كانت سنار صاحبة النصيب الأكبر في إنتاج البطيخ، ولكن بعد قيام السد أخذ كل المساحات ولم يترك شيئاً لذلك توقف إنتاجها. وفي الآونة الأخيرة حلت الولايات الشمالية محلها وأصبحت تنتج البطيخ بكميات كبيرة. ويمضي “إبراهيم” قائلاً البطيخ الأفضل يأتينا من دارفور ويتميز بأنه خال من السماد. هنا قاطعته وما الذي يميزه عن البطيخ المسمد فقال المسمد طعمه مسيخ ولا يحتمل التخزين لفترة طويلة، وحجمه يتضاءل وينكمش بعد مرور أيام من حصاده. أما البطيخ الخالي من السماد فطعمه أحلى ويمكن أن يتحمل التخزين لفترة تمتد لثلاثة أشهر.. ويتدخل “بابكر أحمد” متحدثاً عن مناطق زراعة البطيخ، وذكر منها كسلا والشوك وبور تسودان ومناطق مختلفة بالولاية الشمالية ومن دارفور.
(مخطط) (روسمان)
وأضاف البطيخ المخطط نطلق عليه كلمة (شيريا) أما السادة بدون خطوط نطلق عليه كلمة (روسمان) وبذوره أمريكية، وعن أيهما الأحلى يقول “بابكر” الروسمان أحلى بكل تأكيد لكن المشكلة أن المزارعين لا يفضلون زراعته، لأن إنباته يحتاج إلى فترة أطول من الشيريا تمتد إلى مائة يوم، بينما تكفي (٦٠) يوماً لإنبات الشيريا، وهنالك إشكالية هي أن عرق الروسمان لا ينتج أكثر من ثماني بطيخات، بينما الشيريا ينتج عرقها ضعف هذا العدد. عدت بالحديث إلى “إبراهيم” وسألته عن كيف يعرف الزبون أن البطيخة حمراء وناضجة، فأجاب بأن القشرة الخفيفة الناعمة المائلة للون الأصفر  دليل على النضج والحمار. ويختلف معه “بابكر”  بقوله إن لمعان القشرة هو مؤشر لنضوج البطيخ.
بطيخ  زمان
وعن أسعار البطيخ تحدث “إبراهيم” بأنه رخيص هذه الأيام لأنه يأتي من منطقة ود حامد ريفي شندي وتكلفة الترحيل قليلة مقارنة بمناطق كوستي والجزيرة التي ترتفع تكلفة الترحيل التي تنعكس سلباً على أسعار البطيخ. ويعود “بابكر” متداخلاً في الحديث اليومين ديل أكبر بطيخة لا يتجاوز سعرها الـ(٣٠) جنيهاً، ويتحسر على بطيخ زمان الذي كانت أحجامه كبيرة جداً لأن المزارع لا يستخدم السماد، الآن السماد أضر بهذه الفاكهة الجميلة وأثر حتى في أحجامها.
زبائن على السكين
قلت لإبراهيم هل يختار الزبون بنفسه البطيخة التي يريدها أم يعتمد عليكم في الاختيار، فقال السودانيون بارعون في معرفة البطيخة الناضجة من غيرها، بعضهم يعرفها من ثقلها وآخرون يختبرون القشرة  بكشطها بالظفر، ولكن القلة منهم يطلب أن نقطع بالسكين للتأكد من نضوجها، وبعضهم يطلب منا أن نختار له وعن زبائنه المداومين على الشراء باستمرار فيقول نعم لدي زبائن مداومون ومنهم فنان الحقيبة المعروف “الجقر”،  ويتدخل “بابكر” في الحديث بقوله زبائننا من نجوم الكفر والوتر كثيرون من بينهم اللاعب “علي قاقرين”.
الارتباط بصينية الغداء
ختاماً تطرقنا للحديث عن الأرباح في تجارة البطيخ فقال “إبراهيم”: الأرباح جيدة ونبيع في اليوم ما بين (١٠٠) إلى (150)، وفي الماضي كنا نبيع أضعاف هذا العدد، لأن البطيخ حتى وقت قريب ارتبط بصينية الغداء، ولكن الآن اختفت وجبة الغداء من خارطة الأسر السودانية. ويضيف قائلاً البطيخ فاكهة مفيدة تساعد في علاج أمراض الكلى وتصنع منه المربى ومن حبوبه التسالي والقطران.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية