الديوان

حلقات تصحيح تلاوة القرآن للتجويد والإتقان

انتشرت داخل المساجد على امتداد البلاد
الخرطوم – عامر الباشاب
في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة تلاوة آيات كتاب الله العظيم بصورة جماعية، خاصة بعد صلاتي الفجر والمغرب داخل المساجد و(الزوايا) المنتشرة في الأحياء داخل المدن والقرى على امتداد البلاد. ومن فوائد هذه الحلقات كما أكد العديد من المشايخ والعلماء أنها تساهم في تعلم وتحسين تلاوة القرآن بالتجويد ليستقيم صوت القارئ ويتحسن أداؤه عبر التلاوة الجماعية المتكررة بصورة يومية في الصباح وفي الظهيرة أو المساء التي دائماً ما يشرف عليها شيخ حافظ ومجود للقرآن الكريم وأكثر المستفيدين من هذه الحلقات الأشخاص الذين لم تتح لهم فرصة تعلم قراءة القرآن في الخلاوي أو المعاهد العلمية والجامعات المخصصة لعلوم وحفظ القرآن.. المساحة القادمة أفردناها للتحقق من أهمية وفوائد حلقات التلاوة بالمساجد.
{ ظاهرة حسنة ومستحبة
في أولى محطاتنا للحديث عن هذه الظاهرة التقينا بمولانا “أحمد علي”   (الإمام الراتب بمسجد القوات المسلحة)، حيث قال عن الظاهرة: (انتشار حلقات تلاوة كتاب الله في المساجد ظاهرة حسنة ومستحبة ولها فوائدها التي تعم الجميع)، وأشار إلى أن ذكر الله مكانه الأساسي بيوت الله إن كان ذلك في جماعات أو بصورة فردية، وتأكيداً لذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة (النور): (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ..). وعن حلقة التلاوة الراتبة في مسجد القوات المسلحة قال إن هذه الحلقة بدأت في السبعينيات ( 78 19) على يد فخامة رئيس الجمهورية الأسبق المشير “جعفر نميري” وما زالت حتى الآن بصورة مستمرة يومياً بعد صلاة الفجر، ويشارك فيها بجانب سكان منطقة الخرطوم شرق العديد من المشايخ والعلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات، من بينهم البرفيسور الراحل مدير جامعة الخرطوم عمر بليل الدكتور  الراحل  محمد احمد الحاج مدير جامعة ام درمان الاسلامية الاسبق ودكتور الراحل عبدالعال عبدالله المدير الاسبق لجامعة جوبا ودكتور الراحل عثمان سيد احمد وزير التربية الاسبق ومدير عام الشرطة الاسبق  الفريق شرطة الراحل  عباس مدني والفريق شرطة اسماعيل عطية بالإضافة إلى العسكريين في القوات المسلحة بمختلف رتبهم قيادات وأفراد. وبحمد الله مازال الكثيرين مداومين علي الحلقة في مقدمتهم  كبير الجراحيين البروفيسور ميرغني سنهوري ومن المشائخ الذين اشرفوا علي الحلقة الشيخ الزبير احمد الامين والشيخ عثمان محمود .
{ فوائد ومستفيدون
من جانبه، أكد الشيخ “محمد صالح” الأستاذ بجامعة القرآن الكريم وإمام مسجد فاروق العتيق (أرباب العقائد)، أن عقد حلقات التلاوة في المساجد له فضائل عظيمة وفوائد كثيرة أولها العبادة، وليس هناك عبادة أفضل من ذكر الله، وقراءة القرآن من أعظم العبادات، فهو كلام الله وأفضل الذكر كما أنه أعظم ما يقرأه العبد أو يسمعه، وبذكر الله ينال العبد الأجر في كل حرف يقرأه من القرآن، وتضاعف الحسنات والحسنة بعشرة أمثالها.. وأيضاً من أهداف حلقات الذكر وتلاوة القرآن التربية والتعليم من خلال الاستفادة من هذه الحلقات في إتقان التلاوة والوقوف على الطريقة الصحيحة لقراءة القرآن ثم  التعرف على أحكام التجويد والتمرس على نطق الكلمات الصعبة عن طريق أسلوب التلقي والتلقين والسماع من شيخ الحلقة، وفوق ذلك كله تساهم تلك الحلقات في عمارة بيوت الله (المساجد)، ونستدل على  ذلك بالحديث الشريف.. (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي “صلى الله عليه وسلم” قال: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله  تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده).
وعن المستفيدين من حلقة التلاوة التي يقودها بـ”مسجد فاروق” أكد شيخ “محمد صالح” أن عدد المستفيدين من حلقة التلاوة بالمسجد يزدادون باستمرار خاصة من شريحة الشباب. وفي ختام حديثه تمنى أن تتواصل مثل هذه الحلقات لإحياء المساجد وأيضاً إقامتها في البيوت.
{ الأخوة في الله
 أخيراً، تحدث إلينا الشاب “أحمد الصادق العوض البشير” من أبناء منطقة عبود ريفي المناقل، ويعمل في البنك الإسلامي السوداني الفرع الرئيسي، حيث قال إنه استفاد فائدة عظيمة من خلال مشاركته في حلقة التلاوة بـ”مسجد فاروق”، وأولى هذه الفوائد هي بالتأكيد تحسن قراءته للقرآن ومن ثم الإلمام بقواعد علم التجويد، هذا بالإضافة إلى بركة القرآن والأخوة الصادقة في الله مع كل الذين يجتمعون يومياً في حلقة التلاوة.
 أخيراً.. نختم بحديث النبي “صلى الله عليه وسلم” الذي يؤكد أهمية  الاستماع إلى القرآن بأصوات الآخرين..
(عَن ابن مَسعودٍ رضي اللَّه عنه قالَ: قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: “اقْرَأْ علَّي القُرآنَ” قلتُ: يا رسُولَ اللَّه، أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قال: “إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي” فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء، حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية: “فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً” قال: “حَسْبُكَ الآن” فَالْتَفَتَّ إِليْهِ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ).   

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية