نقاط في سطور
{ هل عودة “أمبيكي” مجدداً للخرطوم ومحاولات إحياء موات المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال دوافعها إنقاذ الحركة الشعبية من رحلة الصيف الساخن؟؟ أم لا يزال “أمبيكي” مقتنعاً بأن الجدار المسدود يمكن اختراقه، وحالة الجمود الحالية يمكن كسرها؟! “أمبيكي” كان قد يئس تماماً من القضية السودانية بعد إعلان توقيع اتفاقية خارطة الطريق ونكوص الأطراف الموقعة عن المضي قدماً في تنفيذ استحقاقات تلك الخارطة.
{ “بدرية سليمان” قانونية ذكية جداً.. ولها قدرة فائقة في حياكة القوانين والدساتير.. لكن مشكلة “بدرية” أنها تعيش خارج عصر الديمقراطية والحرية والشفافية، ولا تزال تؤمن بشمولية التنظيم وقبضة المركز على الأطراف، لذلك تجد الحكومات المتعاقبة حريصة على وضع “بدرية سليمان” لحراسة بدايات السلطة وتحصينها من الديمقراطية والتعددية.. في تقديري نجاح “بدرية سليمان” في مهمتها الحالية مسألة متفق عليها، لكنها بالطبع لن تضمن ديمومة التعديلات التي تحكيها حالياً.
{ أصبح كل من يسدي النصح لأهل الحكم (مغرض) وتحركه أهواء وتتنازعه مصالح خاصة.. ولا يطيق الحكام بطبيعة الحال من يتبرعون لهم بالنصائح والرشد، وتطرب آذان الحكام لحاملي المباخر وضاربي الدفوف.. والراكعين الساجدين بأبواب السلاطين.. مشكلة الحكومة الآن في غياب المبادرة السياسية وضعف الإحساس بالاختناق الذي يسود الساحة، والتقدير الخاطئ جداً لحجم القوى الشبابية التي تمارس الاحتجاج على الوضع الراهن وهي قوى ليست منظمة ولا يد للأحزاب فيها.. وكل محاولات الأحزاب في ركوب القطار هي محاولات بائسة جداً ولا تعبر عن واقع الاحتجاجات التي يقودها شباب فقدوا فرص العمل وضعفت أمامهم آمال بلوغ الهجرة.. سلاحهم فقط الهواتف الذكية.. فلماذا لا تخرج الحكومة وتخاطب هؤلاء والرئيس “البشير” هو أبلغ من يحاور الشباب ويقنعهم بأن القضايا التي يثيرونها هي ذات انشغالات الحكومة واهتماماتها؟ لكن متى تعلو النظرة السياسية على التدابير الوقائية؟؟
{ من الملاحظات في مسيرة الواقع الاجتماعي أن التطرف والغلو بالساحة السودانية في حالة انحسار شديد، وقد شهدت السنوات الماضية في مثل هذه الأيام تهديدات من المتطرفين والقوى السلفية بمقاومة احتفالات مولد المصطفى” صلى الله عليه وسلم” وبعد ذلك احتفالات رأس السنة والكريسماس.. فهل بدأ مشروع الإسلام السلفي الجهادي في التراجع لصالح الإسلام الوسطي والحركي؟ أم أن مشروع “داعش” وفشله في المنطقة العربية قد هزم التيارات معنوياً؟؟
{ الوالي “أنس عمر” في شرق دارفور نزع صوره الشخصية من جدران المكاتب واللافتات في الشوارع، في محاولة للإقلاع عن تقاليد سادت في الساحة الآن تعظم من أفراد السلطة وترفع من شأنهم دون وجه حق.. في الفترة الأخيرة أصبحت صور الولاة تزين شوارع المدن ليصبح بعضهم كآلهة وسط المواطنين، يباهون بأن الرئيس وحده من يخلعهم من سلطتهم المطلقة، وقديماً قيل “السلطة المطلقة مفسدة مطلقة”، لكن “أنس عمر” لا يزال ثورياً ومجاهداً، ومؤمناً بالتغيير الاجتماعي، وصلاح القيادة كشرط وجوب لصلاح الأمة.