رأي

مجرد سؤال؟؟

ولد الهدى فالكائنات ضياء
رقية أبو شوك

تجملت شوارع الخرطوم نوراً وزينة وحلوى من مختلف الأنواع ونحن نحتفل بمولد سيد البشرية نبي الهدى والرحمة الذي بعثه الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في السودان له طعم خاص، لأن حب النبي “صلى الله عليه وسلم” يملأ الدواخل ومن ثم نعبر تلقائياً بهذه البشارة التي أطلت علينا يوم (الاثنين) الثاني عشر من شهر ربيع من العام (571م) وهو عام الفيل..
والده “عبد الله بن عبد المطلب” الذي توفي وهو في بطن أمه “آمنة بنت وهب” التي ماتت هي الأخرى وعمره لم يتجاوز السادسة، ليرعاه جده “عبد المطلب” ومن ثم يتوفى ليكون يتيماً يعاني ما يعاني من اليتم، لكن الله اختاره واصطفاه وبشر به الأنبياء وكتب اسمه في السماء وهو لم يولد بعد.
يا له من تعظيم لخاتم الأنبياء والمرسلين.. تعظيم من رب السموات والأرض.. أكرمه الله تعالى وقال في محكم تنزيله: (ان الله وملائكته يصلون على النبى ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
بكيت من الأعماق وأنا أستمع لمقطع صوتي عبر (واتساب) في يوم مولده.. المقطع أشار إلى أن عند ولادته جاءت ثلاث من النساء لـ”آمنة بنت وهب” وهن: (أمنا حواء ومريم بنت عمران وآسيا زوجة فرعون التي قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة).. بالذمة ألم تبكيكم هذه العبارة؟؟
ولد وهو ساجد لله ورافع يديه.. كان يصوم (الاثنين) ويقول هذا يوم ولدت.. ومات يوم (الاثنين) وجاءته الرسالة يوم (الاثنين).. والله أعلم.
وهو الذي قال عنه أحد الشعراء:
أبان مولده عن طيب عنصره يا طيــب مبتدأ منه ومخــتتم
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشي إليه على ساق بلا قدم 
فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في عـــلم ولا كـرم
وإليكم أيضا ما كتبه أمير الشعراء “أحمد شوقي عن مولد نبي الهدى:
وُلِـد الُهدى فالكائنات ضياء.. وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله.. للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء
والعرش يزهو، والحظيرة تزدهي.. والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ.. واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية.. من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه.. ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاءُ
ذُعِرت عروش الظالمين فزُلزلت.. وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه.. واليـتم رزق بعضه وذكــــــاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا.. منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم يُقم ديناً لقامت وحدها.. دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ.. يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى.. وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادراً ومقدَّراً.. لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ.. هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة.. في الحب لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة.. تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما.. جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو.. أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله لـم.. يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته.. فجميـع عهدك ذمـة ووفـــــاء
يا أيها الأمي حســبك رتـبةً.. فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر آية ربك الكبرى التي.. فيها لباغي المعجـزات غنــــاء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى.. وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر.. ومن الحســود يكون الاستهزاء
ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة.. لبناته الســـــورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس وكيف لا.. والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ
اللهم صل وبارك على نبيك وحبيبك محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية