أخبار

الاستعلاء المهني

لم تجد السيدة “عائشة” نائبة رئيس البرلمان في قاموس اللغة إلا كلمة أقاصي الدنيا.. لوصف البادية التي جاء منها د.”الحاج آدم يوسف” باعتبارها بعيدة ونائية، ولكن عن أي مركز للأرض تتحدث السيدة “عائشة”.. هي تعتبر الخرطوم وأم درمان بقعة الإمام “المهدي” هي المركزية التي تحدد الأقاصي والأقارب.. أم تعني مركزية الكون التي حددها علماء الفلك والفيزياء أخيراً بأنها تقع في مكة المكرمة؟؟ حينما تقول نائبة رئيس البرلمان لولا التعليم لكان حال “الحاج آدم يوسف” اليوم راعياً للأغنام في أقاصي الدنيا.. فإنها تضرب مثلاً يثير في النفس لواعج الحزن والأسى لقوم ينظرون لمهنة الرعي بازدراء واحتقار وتعالٍ.
ويخيل إليهم أن كل الرعاة في فجاج الأرض وبطاحها من الذين حرمهم المركز وحكام المركز من التعليم وخاصة القوى الطائفية التي تنتمي إليها السيدة “عائشة”، وهم يستثمرون في تجهيل المواطنين حتى يبعثوا بتمر القرير.. ونخيل تنقاسي إلى جنينة السيد ابتغاء البركة في النسل والضرع والزرع وغفران الذنوب.. وقد استثمر البيت الطائفي الآخر في أهلنا بغرب السودان مثلما استثمر المراغنة في أهلنا بالشمالية. والسيدة “عائشة” سامحها الله تظن أن الرعاة والرعي مهنة وضيعة لمن (فاتهم) قطاع التعليم والوظيفة وهي التي (تعيش) على عائدات الرعاة من صادر الثروة الحيوانية الذي يفوق صادر الزراعة والبترول، ولا تجد مهنة الرعي غير (الاحتقار) والتسفيه من قيادة البرلمان التي عليها الاعتذار للرعاة ومن بين أعضاء المجلس الوطني من يمثلون ذلك القطاع. أين النائب البرلماني “قريب حماد” الذي ظل يمثل الرعاة لأكثر من (20) عاماً في برلمانات الإنقاذ بل أين “عفاف كرشوم” التي تمثل رعاة البقر.. وأين “الصادق محمد علي”، بل لماذا تصمت “زينب أحمد الطيب” سليلة أكبر رعاة البقر بضاحية رهيد البردي التي تقع غرب ديار “الحاج آدم” التي تعتبرها السيدة “عائشة” من الأقاصي البعيدة لأنها تنظر لجنينة السيد “الميرغني” بمركزية الكون.. أو هكذا تبدى لها وهي تتحدث بلهجة استعلائية.. ومن منبر المجلس الوطني ولو تحدثت السيدة “عائشة” في ندوة بالمنشية عن الرعاة بتلك اللغة لما التفت إليها أحد.. ولكن للبرلمان قدسيته وللزمان خصوصيته أما السيد “الحاج آدم يوسف”، فإنه قادر على الدفاع عن نفسه ويملك ذخيرة من التعبيرات التي تماثل أقوال السيدة “عائشة”. ويكفيه ما زعمه بشأن فقر السودانيين وقلة قمصانهم قبل الإنقاذ وما بين السيدة “عائشة” ود.”الحاج آدم يوسف” كثير من المشتركات في الإساءة للشعب السوداني المسكين.
ما هكذا يا “عوض الحسن النور”
حديث الدكتور “عوض الحسن النور” وزير العدل في البرلمان عن رشاوى وفساد وسط موظفي البنك المركزي وبعض شركات الأدوية، لا ينبغي صدوره من وزير عدل مهمته حراسة بوابات العدل ومحاربة الفساد بالأفعال لا الأقوال.. والاتهامات.. وزير العدل د.”عوض حسن النور” يخلط بين الحديث السياسي وما ينبغي أن يقوله وزير العدل.
مهمتك سيدي الوزير فتح بلاغات في هؤلاء الموظفين واسترداد أموال الشعب من أفواه القطط السمان وليس الحديث في المنابر بغير دليل.. ولماذا يثور د.”عوض النور” لمجرد ذكر بعض الشبهات في ممارسات منسوبي وزارته من قبل رئيس ديوان الحسبة والمظالم ويقبل لنفسه توزيع الاتهامات على موظفي البنك المركزي؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية