خربشات الجمعة
}اقتربت فترة تسجيلات لاعبي كرة القدم الشتوية من نهايتها وهي الفترة الرئيسة في السودان، بينما في كل دول العالم الفترة الرئيسة لتسجيلات لاعبي كرة القدم تبدأ في (يونيو) وتنتهي منتصف (أغسطس)، لكن فلسفة الرئيس السابق لاتحاد الكرة د.”كمال شداد” هي التي جعلت الموسم التنافسي في السودان (مقلوباً) وغير متسق مع كل الدنيا.. والآن دخلت الأندية السودانية في إجازة، بينما الدوريات في كل العالم تشهد ذروة التنافس.. نحن لا نلعب كرة قدم في فصل الشتاء ونحب الصيف والحرارة المرتفعة، بينما الفصل الوحيد في السودان الذي يصلح لممارسة كرة القدم في السودان هو فصل الشتاء الذي يمتد من منتصف (نوفمبر) وحتى منتصف (مارس).. لكن السودانيين إمعاناً في (التميز) وحباً في مبدأ مخالفة الآخرين يلعبون كرة القدم حينما يستريح الآخرون.. موسمهم الرياضي (مقلوب) لذلك (تخرج) الأندية السودانية من المنافسات الأفريقية (مبكراً) بسبب ضعف الإعداد وسوء تقديرات اتحاد كرة القدم و(الاستثناء) في التطور الذي شهدته كرة القدم في السنوات الماضية من 2005م، وحتى 2012م، الفضل فيه للاستقرار السياسي في البلاد ونسائم الحرية والديمقراطية والنماء الاقتصادي، ووقف الحرب بعد توقيع اتفاقية السلام، عطفاً على وجود رؤساء لمجالس إدارات لناديي القمة الهلال والمريخ، أنفقوا بسخاء على تلك الأندية “صلاح إدريس” و”جمال الوالي”، وكان لإنفاق “صلاح” من ماله الخاص أثره البالغ على تطور الهلال، مثل إنفاق “الكاردينال” اليوم، لكن “صلاح إدريس” صاحب عين فاحصة في اختيار اللاعبين وموهبة فطرية في كرة القدم، و”الكاردينال” تسيطر عليه مجموعة صغيرة من السماسرة وأصحاب المصالح الذين يعيشون على الهلال.. وبالنظر لموسم التسجيلات الحالي فإن المفارقة تبدو كبيرة بين الأمس واليوم، “صلاح إدريس” كان يختار المحترفين من أنديتهم ويدفع الدولار للاعب والنادي، والآن يعتمد “الكاردينال” على محترفي (الفتشوب) والمعطوبين وكبار السن، وخير شاهد على ذلك السعي للتعاقد مع “أدبايبور” اللاعب ذائع الصيت الذي انتهت صلاحيته في الملاعب الأوروبية وأصبح يبحث عن المال في آسيا وبلاد العرب النفطية، فكيف يأتي للسودان ليلعب في مناخ شديد القسوة، ومع لاعبين يفتقرون لثقافة المنافسات الدولية.. لقد جاءت تسجيلات الهلال المحلية (قدر ظروفه) “يوسف أبو ستة” لاعب هلال الأبيض الذي لا يمكن مقارنته بلاعب مثل “الشغيل” ولا حتى الجديد “أبو عاقلة عبد الله”.. لكن تألق اللاعب في بعض المباريات جاء به للهلال.. ثم كان تسجيل “الصادق شلش” وهو لاعب ضعيف البنية هش التكوين، لن ينافس “مدثر كاريكا” ولا و”لاء الدين موسى” إلا أن اللاعب الذي يعتبر مكسباً حقيقياً للهلال هو “السموأل ميرغني”.
ومن إيجابيات قرارات “الكاردينال” (التخلص) من بعض اللاعبين غير (المفيدين) مثل “محمد عبد الرحمن” (ميدو)، وهو لاعب لا يقوى على اللعب في نادي مثل الهلال، وكذلك اللاعب “وليد علاء الدين” الذي لا تسعفه لياقته وتكوينه في اللعب، أمام لاعبين ذوي بنية جسمانية ولياقة جيدة.. من الضفة الأخرى، فإن المريخ كسب لاعباً موهوباً هو “السماني الصاوي” ولكنه سجل اللاعب المصري “عاشور” الذي تقدمت سنه وأصبح بطيئاً في وسط ملعب الاتحاد السكندري.. وعاد المريخ للاعبين من القدامى والشيوخ “باسكال” العاجي والنيجيري “كلتشي أوسونو” هدّاف الدوري السوداني لعدد من السنوات مع الهلال عام 2007م، حينما كان في عمر الثلاثة وعشرين عاماً.. ثم المريخ عام 2010م، وأهلي شندي عام 2016م، ليلعب مرة أخرى في المريخ وقد بلغ من الكبر عتياً وتجاوز الثلاثة والثلاثين عاماً.. ورفع المريخ معدل أعمار لاعبيه ليصبح نحو ثلاثين عاماً.. وتلك من المفارقات في تسجيلات لاعبي كرة القدم في السودان.
(2)
قبل انطلاقة الدورة المدرسية القومية التي تحتضنها ولاية النيل الأبيض هذا العام، بدأت بعض المناوشات من قبل جماعات في النيل الأبيض اشتهرت بالبحث عن مصالحها مع الحكم، بدأت في (مناوشة) الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا” الذي صمد طويلاً.. دون نشوب معارك حول كراسي حكمه، وقد اشتهرت النيل الأبيض بخوض المعارك وانقسام صفها.. وهي الولاية التي جاءت بأدب الضرب بالأحذية، كما حدث في أخريات أيام “يوسف الشنبلي” ولم يجلس حاكم أو والي على كرسي السلطة هناك، وإلا تناوشته الأقلام.. والألسن وجاءت الشكاوى من قبل ما يسمى (بالكباتن) إلى القصر الرئاسي وشارع المطار، حيث مقرات حزب المؤتمر الوطني.. لكن “كاشا” نجح طوال فترته الماضية في جمع المتناقضات وسد الثغرات التي يتسللون منها.. حيث حرص على نظافة شباكه من تسجيل الأهداف، لم يترك ثغرة يتسلل منها أصحاب المصالح الذين يتصيدون أخطاء الحكام خاصة ما يتصل بالمال والتصديقات والحوافز.. لذلك تأخرت الحركة في مواجهته.. حتى أخذت في الفترة الأخيرة بعض الأصوات ترتفع هنا وهناك.. ولكنها أصوات لم تشملها تكوينات لجان الدورة المدرسية.. ولا عطاءات صيانة المباني.. ولا وجدت نفسها في كراسي الوزراء والمعتمدين، ولم تشملها قائمة د.”فيصل حسن إبراهيم” القومية التي تنتظر حظها من (التوزير) والتوظيف كلما دعت الحاجة لذلك فتح د.”فيصل” كتاب الوزراء ورفد الوالي الذي استغنى عن وزير أو معتمد باسم جديد مرضي عنه وموثوق به.