عز الكلام
حي الوالي النموذجي!!
أم وضاح
في اجتماعه مع تنفيذي ورجالات المجتمع بمحلية الخرطوم وجه والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” صوت لوم للجان الشعبية بالمحلية، وحملها مسؤولية تقاعس وتأخر المبادرات الجماهيرية لإنفاذ عمل مجتمعي يسبق الدولة بخطوات. ورغم أن حديث الوالي لم يرق للأخوة في اللجان الشعبية ومنسقيها الذين شكلوا حضوراً في قاعة الاجتماعات، إلا أنني لا أظن أن الأخ الوالي قد تجنى عليهم في حديثه رغم أن هناك بعض النماذج المشرفة للجان مؤثرة وواعية لدورها، لكن للأسف هذه النسبة قليلة جداً مقارنة بالعدد الكلي للجان الشعبية التي لا يخلو منها حي أو مدينة أو ولاية، ولعلي سبق أن قلت في لقاء الوالي بمواطني محلية بحري وهو سيتعرض كُتيب (الحي النموذجي) قلت للوالي لو أنك تعول على تحقيق هذا المشروع من خلال اللجان الشعبية فاعتبر أن الكُتيب لا يساوي الحبر الذي كتب به، وهذه ستكون مقدمات فشل المشروع بالكامل، لأن معظم اللجان الشعبية تعيش حالة انفصال عن المواطن ولا تعرف منسوبيها ولا قيادييها إلا في مثل هذه اللقاءات الحاشدة حيث يتبرعون بالتهليل والتكبير، وسبحان الله معظمهم من أصحاب الحناجر القوية والأصوات الهتافية، وكأنهم قد تحالفوا واتفقوا على هذه الصفة جميعهم، والمفروض والمنطقي أن اللجان الشعبية وبمعرفتها اللصيقة بالأحياء التي تمثلها هي أكثر علماً بمشاكلها وقضاياها والطريق إلى حلها، لكن الذي يحدث على أرض الواقع أن معظم هذه اللجان مفصولة تماماً عن القواعد مما سيتوجب إعادة النظر فيها لتقوم وتتكون على مبدأ ديمقراطي، ويُشرك مواطنو الحي في اختيار عضوية هذه اللجان والمواطن أدرى بمن هو فاعل وقيادي ونشط ومتقدم للصفوف، وحتى من أصحاب القدرة المالية الذين بإمكانهم تذليل تفاصيل صغيرة ومختلفة قد تقف عقبة في وجه اللجان وتمنعها عن أداء دورها، بدل مضيعة الوقت في انتظار العون الحكومي الذي قد يستغرق أسابيع وشهور قبل أن تسمح به الميزانيات.. لذلك أظن أنه لا بد للولايات والمحليات أن تعيد النظر في تشكيل هذه اللجان لتقوم بدور مجتمعي حقيقي بدلاً عن الأدوار الهتافية التي يمارسها أكثرهم بلا فائدة ولا طائل، لكني بالمقابل أقول إن اجتماع الوالي بالمحليات ومنسوبيها يشكل برأيي حالة إيجابية من بسط الشورى وتبادل الآراء، لا سيما أن الوالي قد شاهدته في هذه المناسبات التي يجتمع فيها بمنسوبي المحليات، وهذه المرة الثانية التي أكون موجودة فيها بهكذا فعالية، لا سيما أن الوالي دائماً يأتيها بمزاج رائق وإصرار على بث الحميمية والود بينه والحاضرين، وهو يطلق القفشات والنكات، آخرها أمس، حيث قال إنه عاتب على حي كـ”نمرة اتنين” العريق أن يكون مستوى النظافة فيه متدنياً ومتراجعاً، وقال إنه ذكر “نمرة اتنين” تحديداً لأنه يمر به يومياً كذا مرة وهو يتنقل بين بيتيه، والوالي من المعددين حيث أطلق على بيتيه (أنانيا ون) (وأنانيا تو) لينفجر الحضور بالضحك على الوصف الساخر.
المهم، الدايرة أقوله إن يد الحكومة مهما ارتفعت سقوف إمكانياتها هي يد واحدة لا تصفق ما لم تساندها يد المجتمع، خاصة في موضوع النظافة الذي هو قضية شخصية تبدأ من منزل المواطن وتتضاعف لتصبح قضية حي، ثم قضية مدينة، وهو ما يجعل المواطن شريكاً في الفشل لأنه ما معقول كل واحد يرمي قمامته وسفته وبواقي سندوتشاته كيفما اتفق، وعايز الحكومة أو المحلية تلمها ليه.
عموماً، لا أظن أن تحقيق الحي النموذجي هو مسألة صعبة، فلندخل كمواطنين في تحدٍ مع الحكومة نفسها وننجح في ما فشلت فيه، ولندعُ مسؤوليها ووزراءها لجلسات سمر وثقافة وأنس في كل حي يجعله سكانه نموذجياً.. فهل من مبادر؟!
{ كلمة عزيزة
دائماً وفي اللقاءات التي يشهدها مسؤولون كبار من الوالي ولفوق أرصد شخوصاً لا أعرف مناصبهم ولا مواقعهم كما النبت الشيطاني “يستلموا الفرص والمايكات” وهاك يا شكر في الرئيس وفي الوالي وفي الوزير، وكأنهم يبحثون عن منصة يظهرون من خلالها ويلمعون أنفسهم، وليس في حديثهم جديد ولا مفيد ولا مقترحات ولا إشارات ولا أي حاجة سوى أنهم يضيعون الزمن المهم، ويحرقون دمنا ويفقعون مرارتنا!!
{ كلمة أعز
شاهدت قبل يومين المذيعة “رانيا هارون” على فضائية الشروق وهي تدير حواراً في برنامج (فتاوى) مع الشيخ “محمد أحمد حسن”، لتؤكد “رانيا” أنها مذيعة تدخل القلب بلا تكلف وبلا تصنع وإياكِ أعني يا جارة.