الموسيقار "محمدية": في رمضان.. (الصيادية) و(المخبازة) على ساحل البحر
عدّ الموسيقار “محمد عبد الله محمد” الشهير بـ”محمدية” أمهر وأشهر عازف كمان سوداني، عدّ العادات والتقاليد الرمضانية متشابهة في كل ولايات السودان عدا بعض التفاصيل الدقيقة، وأضاف: وأهم تلك العادات المشتركة، الإفطار جماعة أمام البيوت، حيث يأتي كل شخص بما تيسر، وبعد انتهاء الإفطار وأداء الشعائر يتحول المجلس إلى منتدى ديني واجتماعي وثقافي.
ومضى “محمدية” مستعيداً ذكرياته الرمضانية، فقال: حينما كنا صغاراً، كنا ننتهز انشغال الكبار بتلك الأمور، ونعيث في المكان (فساداً ولخبطة) على حد تعبيره، وذلك بشن هجمات شرسة على (الصواني)، وهو برنامج محبب لدينا في رمضان، واستدرك: مع ذلك كنا نتعلم شعائر كثيرة وتعاملات متعددة نكتسب عبرها خبرات حياتية لا تقدر بثمن. بيد أن “محمدية” عاد متأسفاً ومتحسراً على ضياع كل ذلك، متلمساً بعض الأعذار المتمثلة في الأحول والظروف المتغيرة لمجمل أوجه الحياة بسبب المدنية.
(1)
وعن رمضان في مدينته (بورتسودان) قال “محمدية” إنها ورغم ارتفاع درجات الحرارة، وما يترتب عليها من مشقة على الصائمين، كانوا حريصين على الصيام، فذلك يضاعف من أجرهم. وفيما بتعلق بمائدة (بورتسودان) الرمضانية، قال “محمدية” إنها كانت تشتمل على العصيدة بملاح (أم دقوقة) كطبق رئيس، وأضاف: بما أن مدينتنا تقع على ساحل البحر الأحمر فإن الأسماك لها نصيب وافر على المائدة الرمضانية، خاصة وجبة “الصيادية” وهي مكونة من سمك مخلوط بأرز أحمر، إلى جانب (المخبازة) وهي تحاكي (المديدة) حلاوة لأنها تمزج بالعسل، فضلاً عن العجوة وتكون في شكل كتل تؤكل بالسمن البلدي، وللقهوة عند أهل الشرق مزاج خاص فهي لا تصب على (الثرامس) بل تعد بصورة فورية، وكانت (زمان) تقدم بجبنة الطين، وتجهز بطريقة ماهرة، (مش زي قهوة الخرطوم المسيخة دي).
(2)
أما عن رمضان في الآونة الأخيرة حسب ما ذكر “محمدية”، فقد اعترته بعض التغييرات، ولم تعد أغلبية الناس تخرج إلى الشارع، خاصة في حينا ببورتسودان (الديوم الشرقية)، حيث أصبح (الشارع نضيف) حسب تعبيره، ومع ذلك فإن (حينا) لا زال يتمتع بترابط اجتماعي قل نظيره.
وعن كيفية قضاء لياليهم في تلك الفترة، قال “محمدية”: لم تكن توجد وسائل ترفيهية، وأضاف: حتى الكهرباء كانت معدومة، لذا كنا نتخذ من سكون الليل مضطجعاً وراحة.