رأي

عز الكلام

قبل أن يزاحموا النمل في بيوته!!
أم وضاح
 
أرسل إلي قارئ كريم عبر الواتساب رسالة قال لي فيها إنها قصة حقيقية جرت فصولها في أحد المدارس الابتدائية في الخرطوم، والقصة بدأت فصولها بأن تلميذة صغيرة فقدت مصروفها المدرسي، وكما يحدث في مثل هذه الحالات قررت مدرسة الصف تفتيش التلميذات وطالبتهن بفتح شنطهن لعل بينهن من حدثتها نفسها (بتملك) المبلغ في تصرف طفولي، لا أحبذ أن أمنحه اسماً أو وصفاً  كما المعتاد!
المهم قامت المعلمة بتفتيش التلميذات، وعندما وصلت إلى الكنبة الأخيرة رفضت إحدى التلميذات فتح شنطتها وتشبثت الصغيرة بها كتشبث الغريق بقشة الحياة، وطبعاً هذا التصرف وضعها تحت دائرة الشك والاتهام، فأصرت المعلمة على فتح الشنطة وفعلت رغماً عن بكائها وتمنعها، وكانت المفاجأة أن وجدت المعلمة كيساً داخل الشنطة معبأ ببواقي الخبز الذي هو فضلات زميلاتها في المدرسة تعودت (البنية) أن تجمعه لتذهب به وتطعم بقية أخواتها في المنزل، لأنهم من الأسر الفقيرة المتعففة التي قد يمر عليها يوم يومان أو حتى أسبوع من غير أن تجد رغيف خبز يابس أو شوية (غموس) تبلله به!!
وطبعاً أسقط في يد المعلمات وانكشفت عورات وسوءات مجتمعنا في وضح النهار، ولا أدري كم مثل الصغيرة يسد رمقه ورمق أخواته ببقايا الخبز وفتات الموائد في مجتمع هو الأقرب كما يبدو حباً لـ”المصطفى” صلى الله عليه وسلم، للأسف في أحيان كثيرة بعيد عن وصاياه وإلا ما بات فينا شخص وجاره جائع. وعلى فكرة في مثل هذه الحالات أتجاهل تماماً المؤسسات الرسمية واللجان الحكومية النائمة، لأوجه حديثي لضمير المجتمع بأن يتفقد الناس بعضهم بعضا.
وبركة القليل تكفي الجماعة وتزيد، بالله عليكم كم واحد من الميسورين أو حتى مستوري الحال يفرغ ثلاجته كم  مرة في الشهر ليعبئها بالجديد الطازج، ويذهب ما أفرغ إلى زبالة الطرقات، ولو أننا تصدقنا به إلى حيث يوجد من هم محتاجين له فلربما ما احتاجت تلك البريئة أن تجمع الفضلات وتعبئ بها حقيبتها لتعبئ نفساً بمشاعر الحزن والانكسار والعنف تجاه مجتمع مبني على الترابط والتعاضد أو هكذا كان.
الدايرة أقوله إن مبادرين كتار تصدوا لحملات إنسانية رائدة مثل (فضي دولابك) أو حملات جمع أغطية الشتاء لكنها برأيي جميعاً قضايا أقل إيلاماً وحساسية من اللقمة، والبطون الصغيرة لا تعرف الصبر ولا الانتظار لذلك أتمنى أن تعود للمجتمع السوداني عافيته وصلاته الطيبة والإحساس بالآخر والقفز إلى دائرة آلام واحتياجات البسطاء، رغماً عن الأسوار العالية أو الأبواب الحصينة والرحمة لا يمنعها بروتوكول ولا برستيج لأننا لو جلسنا مطبقين يدينا في أن تحلحل مشاكل هؤلاء، لجان الزكاة والقنوات الرسمية فإن كتار جداً لن يكتفوا بجمع بقايا الخبز ولكنهم سيزاحمون النمل في بيوته!!
{ كلمة عزيزة
حدثني أمس طبيب شاب عن قضية قال لي برأيه إن الإعلام الذي هو سلطة فاعلة وناقدة ومؤثرة يجب أن يطرحها للنقاش، حيث أكد لي أن معظم المرضى المصابين بأمراض تخص العيون أو حتى أمراض أخرى السبب فيها (جيني) يعود للطريقة التقليدية في زواج الأقارب،. وقال لي بالحرف الواحد إن النظرة للزواج من العائلة يجب أن تتغير لينفتح باب الارتباط إلى خارج الأسرة الواحدة. وقلت له إن هذا الحديث لن يتقبله المجتمع بسهولة بسبب أن العادات والتقاليد هي التي تتحكم في طريقة الاختيار خاصة في القرى والأرياف، لكنه أصر على رأيه بأن زواج الأقارب هو المتسبب الأساسي في بعض المآسي والكوارث الطبية التي يتحملها الأطفال!! في العموم هي دعوة لطرح الموضوع للنقاش على الهواء الطلق في مجتمع هو مغلق وصانع العبارة الأشهر(غطي قدحك).
{ كلمة أعز
الدكتور “الحاج آدم” بتصريحاته الهوجاء والشتراء التي يتبرع بها بين الفينة والأخرى، يكفي أشد الأحزاب معارضة للحكومة جهد أن تؤلب الشارع العام عليها، يا سيدي والله جهجهتنا أنت مع مين بالضبط!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية