ماذا قال أهل الإبداع في تجاهل ذكرى (العميد)
الموسيقار “عثمان مصطفى”: ابنه “عز الدين” المتسبب الأول في تغييب سيرة ومسيرة عظيم الفن السوداني
شيخ النقاد: تجاهل ذكرى “أحمد المصطفى” .. عيب كبير !!
الشاعر “تاج السر عباس”: هذا زمان تكريم الفقاقيع والأقزام والهوام
استطلعهم – عامر باشاب
حالة من الاستياء عمت جميع الأوساط الفنية والإبداعية بسبب تجاهل أجهزة الإعلام ومؤسسات الثقافة للذكرى الـ17 لرحيل عميد الفن السوداني الفنان الكبير القامة “أحمد المصطفى”، التي صادفت يوم 30/10/2016. فقد تعجب العديد من نجوم الفن والإبداع من مطربين وموسيقيين وشعراء ومثقفين وإعلاميين، لحالة التجاهل المتواصلة التي تمر بها هذه المناسبة سنوياً دون إقامة أي نوع من أنواع الاحتفاء بعميد الفن السوداني وبمسيرته الإبداعية المتفردة التي ملأت الآفاق .. وغياب الاحتفاء بعميد الفن أثار الكثير من التساؤلات بل وصارت محل تعجب واندهاش كل المجتمع السوداني.
صحيفة (المجهر) حاولت أن تجد استفساراً لهذا التجاهل من خلال هذا الاستطلاع.
ابنه المتسبب الأول في تغييب ذكراه:
كانت بدايتنا بالفنان الكبير والموسيقار البروفيسور “عثمان مصطفى” الذي أكد في حديثه (المجهر)، أن العملاق “أحمد المصطفى” قامة فنية وإبداعية كبيرة تستحق الاحتفاء والتعظيم والتقدير والاحترام والإجلال والوفاء، فهو بجانب عظمته كمطرب وتميزه وتفرده الإبداعي، امتلك كاريزما الزعيم والقائد. وأضاف نحن كمبدعين استفدنا من فن وعلم وثقافة العميد “أحمد المصطفى”. وعن تجاهل ذكرى رحيله قال الفنان “عثمان مصطفي”، إنه يعزي ذلك إلى السيطرة غير المبررة التي ظل يفرضها ابنه “عز الدين أحمد المصطفى” على الأعمال الإبداعية لوالده ومنع الأجهزة الإعلامية من بثها وحرمان المطربين من ترديدها، وهو بذلك يكون السبب الرئيسي والمتسبب الأول في تغييب ذكرى زعيم الفن السودان وتجاهل مسيرته الإبداعية.
سيظل حاضراً في سماء الإبداع السوداني
أما الأستاذ الشاعر والمخرج الدرامي “عماد الدين إبراهيم” مدير عام وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم قال: لا يجب أن نغفل أو نتغافل عن ذكرى وسيرة قاماتنا الإبداعية التي قدمت عطاءها الإبداعي لهذا الوطن وساهمت في تشكيل الوجدان، والعملاق “أحمد المصطفى” يتقدم صفوف من أعطوا هذه البلاد خلاصة إبداعهم وهو أحق بالاحتفاء والوفاء، ويكفي أنه من مؤسسي مدرسة الغناء الحديث، ومن واجب الكيانات الثقافية والإبداعية وعلى رأسها مؤسسات الدولة أن تهتم بذكرى مبدعينا. ونحن في وزارة الثقافة والإعلام انتبهنا لتقصير الجهات الرسمية تجاه الكثير من أهل الإبداع، ولذلك نعمل بجدية لتبني مشروع دوري نقدم من خلاله لمسة وفاء لكل من قدم عطاءً إبداعياً لهذا الوطن وفي مقدمتهم جيل العمالقة والرواد في جميع المجالات الإبداعية. وأضاف قائلاً لقد أتتنا العديد من المبادرات للاحتفاء بتجارب العديد من المبدعين وساهمنا بدعمها ورعايتها و للأسف الشديد حتى الآن لم تأتينا مبادرة من المؤسسات الثقافية لاحتفاء بذكرى عميد الفن، وأخيراً أقول إن عميد الفن سيظل حاضراً في سماء الإبداع السوداني بسيرته العطرة وأعماله الإبداعية القيمة .
هذا .. عيب وعيب كبير!!
الإعلامي المخضرم “ميرغني البكري” (شيخ النقاد)، وجه انتقادات حادة للمؤسسات الرسمية المعنية بأمر الثقافة والإعلام ولاتحاد الفنانين السودانيين، لتجاهلهم المستمر لذكرى فنان السودان الكبير عميد الفن. وأضاف متعجباً معقولة: (سبعة عشر عاماً تمر على رحيل العميد دون التفاتة أو حتى كلمة تقال في حق هذا الرجل العظيم .. عيب والله عيب كبير.
وهو الذي قدم للفن السوداني وللوسط الإبداعي ما لم يقدمه أي فنان آخر، يكفي أنه كان أبرز عضو في أول رابطة تجمع المبدعين التي كان يترأسها الدكتور “محمد أدهم”، وكان سكرتيرها العام الأستاذ “حسن سليمان الهاوي”، بعدها أصبح العميد “أحمد المصطفى” أول نقيب للفنانين، ويكفي أنه هو من طلب من الزعيم “الأزهري” منح الفنانين قطعة أرض لكي يبنوا عليها داراً تجمعهم، وأول من انتزع موافقة الرئيس الفريق “عبود” لتأسيس أول اتحاد للفنانين.
هذا زمان تكريم الفقاقيع !!
الشاعر الكبير تاج السر عباس الأمين العام لشعراء الأغنية السودانية ابتدر حديثه قائلاً:
مرت ذكراه بلا ذكرى وتجاهلتها المؤسسات المنوط بها الاهتمام بالمبدعين هذا الاهتمام الذي لم يجدوه وهم أحياء من المؤسف بل ومن العار أن لا نهتم بهم بعد رحيلهم. وأضاف قائلاً لقربي من الوسط الإبداعي لاحظت وللأسف الشديد أن مبدعين في كافة ضروب الفنون يتم تجاهلهم تماماً. أقول هذا وفي خاطري الأستاذ العظيم “ميسرة السراج” صاحب (فرقة السودان للفنون والمسرح)، وللأسف سبق أن حضرت فعالية اليوبيل الذهبي للمسرح بأم درمان وللأسف تم تكريم من هم أقصر قامة وأقل عطاءً من القامة “ميسرة السراج”. والمفجع أنه حتى اسمه لم يرد في خطاب من تحدثوا في تلك التظاهرة .. حقاً في آخر الزمان صرنا أمة اتسمت بالنكران وحقيقة أنا لا ألوم السادة المسئولين والجهات الرسمية بل ألوم أهل الإبداع والإعلام لتجاهلهم ذكرى فنان في قامة العميد “أحمد المصطفى”، كما ألوم ابنه الذي ظل يحبس إبداعاته ويحرم الشعب السوداني من هذا الفن الراقي الأصيل.
رسم خارطة الغناء فناً وسلوكاً ..
ومن جانبه أشار الخبير القانوني والكاتب الدرامي الدكتور “نبيل يوسف عباس”، إلى أن العميد “أحمد المصطفى” كان وسيظل صرحاً شامخاً وهرماً من أهرامات السودان، شكل وجدان هذه الأمة السودانية بإبداعاته، كما ساهم عبرها في رسم خارطة الغناء فناً وسلوكاً. وختم حديثه قائلاً: إذا تجاهلته المؤسسات الرسمية، فعزاؤنا أن إبداعاته وبصماته الفنية ستظل تخلد ذكراه وتبقيه حياً في دواخلنا.