انطلاقة المرحلة الثانية لإكمال الحلم رغم عقبات الكباري
طريق “نيالا- عد الفرسان- رهيد البردي”
عد الفرسان – عبد المنعم مادبو
بعد مضي أكثر من خمس سنوات على بدء العمل في إنشاء طريق “نيالا- عد الفرسان- رهيد البردي” بواسطة شركة (مان) للبني التحتية أنهت الشركة المرحلة الأولى من الطريق محور ” نيالا- عد الفرسان” “85” كيلو متراً، ما عدا الكبريين الرئيسين بواديي “بلبل وكايا” الشهيرين، وصاحب عمل الشركة في هذه السنوات الكثير من التعقيدات الأمنية بسبب ظروف دارفور في تلك الفترة، والتي تعرضت فيها آليات الشركة إلى الاعتداءات من قبل عناصر متفلتة بجانب التعقيدات المالية المتمثلة في تعسر التمويل من قبل الحكومة الاتحادية.
بالأمس جاء إعلان الشركة عن استئناف العمل في مرحلته الثانية محور “عد الفرسان- رهيد البردي” في مطلع نوفمبر المقبل بطول “60” كيلو متراً، بعد أن توقفت الشركة عن العمل بسبب دخول فصل الخريف، وأكد رئيس مجلس إدارة شركة (مان) للبني التحتية أن شركته استغلت فترة التوقف في الخريف وأكملت صيانة كل آلياتها، والآن على أتم الجاهزية لانطلاقة العمل. وقال: إن ما تم إيصاله من آليات لا يشكل (10%) من حجم الآليات التي ستعمل في الطريق، ونوَّه إلى أن العمل سيبدأ فعلياً في مطلع نوفمبر المقبل بعد أن نقلت الشركة رئاستها من منطقة بلبل تمبسكو إلى مدينة عد الفرسان، وتعهد “وليد الفايد” لدى مخاطبته اللقاء التنويري لأعيان وقيادات محليتي عد الفرسان ورهيد البردي بحضور معتمدي المحليتين تعهد أن شركته ستعمل على الفراغ من العمل في المرحلة الثانية في ديسمبر 2017م، مشيراً إلى أن وزارة المالية الاتحادية أصدرت خطاب الضمان لبنك (فيصل الإسلامي)، وأضاف: على الرغم من أن هناك نقصاً في تمويل هذه المرحلة إلا أن وزارة المالية الاتحادية طمأنتنا بإكمال النقص المالي قبل انتهاء فترة خطاب الضمان الحالي. وذكر “الفايد” أنهم أكملوا سفلتة “74” كيلو متراً و”100″ كيلو متر من الردميات، لافتاً إلى أنه لا توجد أي معوقات تواجه انطلاقة العمل في الطريق، لكنه ذكر أن هناك مشكلة طرأت تتعلق بكبري وادي عد الفرسان المتمثلة في تغيير الوادي لمجراه وزيادة عرضه من “70” متراً إلى أكثر من “300” متر، الأمر الذي سيضاعف تكلفة الإنشاء، بينما سيبدأ العمل في كبري وادي بلبل وكبري وادي رهيد البردي في منتصف نوفمبر المقبل، وأشار إلى أن شركته في إطار مسؤوليتها الاجتماعية ستعمل على تشييد “3” كيلو متر، داخل مدينة عد الفرسان والإسهام في معالجة مشكلات إصحاح البيئة التي تعانيها المحلية بجانب تهيئة مقر مشروع تنمية عد الفرسان الذي مُنح للشركة لاستغلاله مقراً لآلياتها طيلة فترة العمل في هذا المحور فضلاً عن الإسهام في خدمات الصحة والتعليم.من جهته استعرض قائد الاحتياطي المركزي المكلف من قبل نائب رئيس الجمهورية بحماية الطريق العقيد “صالح الزين” الجهود الأمنية التي بذلت لتأمين العمل في الطريق، وكشف عن جملة من التحديات الأمنية التي تصدت لها قوات الاحتياطي المركزي طيلة فترة العمل في الطريق، لكنه أشار إلى أنه كلما ازداد طول المسافة التي تتطلب التأمين لتمكين الشركة من إنجاز مهامها كلما ازدادت الأعباء التأمينية الأمر الذي يستدعي إشراك قوات الاحتياطي المركزي والدفاع الشعبي المرابطة في محلية رهيد البردي، وطالب “الزين” مواطني المحليتين بضرورة التعاون معهم في الإبلاغ الفوري عن أي حالات أو تحركات من شأنها تهدد العمل في الطريق.بينما نوَّه مسؤول السلامة بالشركة المقدم ركن “محمد أحمد أبو سعدية” إلى بعض المشكلات التي واجهت الشركة في الفترة الماضية، لكن بتعاون المواطنين على مسار الطريق تمكنت الشركة تجاوز تلك المشكلات والتي من بينها الأحداث التي تقع في الطريق والحفائر التي تنشئها الشركة لخدمة المواطنين، لافتاً إلى أن من بين تلك الأحداث غرق طفلة في إحدى الحفائر بجانب نفوق حيوانات بسبب حوادث مرورية مع آليات الشركة، طالب المواطنين بإبداء المزيد في التعاون في هذا الشأن، وأضاف: “ما في شخص في الشركة يتعمَّد ارتكاب حادث، وإنما تقع الأحداث وهي غير مقصودة”، مشيراً إلى أن أمر المسؤولية عن الحفائر لازالت معلقة وأنهم خاطبوا حكومة الولاية بأمر تولي مسؤوليتها، بيد أن قيادات وأعيان المحليتين- الذين بدا عليهم حماساً وارتياحاً كبيرين لانطلاقة العمل في الطريق- أكدوا تحملهم مسؤولية ما يحدث من حوادث، وأنهم سيتكفلون بمعالجة آثارها، وأشار مدير مشروع تنمية رهيد البردي وعد الفرسان المعروف بـ”رهيد الفرسان” المهندس “عيسى الهلالي” إلى أن مئات الآلاف من المواطنين الذين يقطنون محليات “عد الفرسان، رهيد البردي، أم دافوق، كبم، كتيلا بجنوب دارفور، ومحلية أم دخن وجزء من مناطق محلية وادي صالح بوسط دارفور” يعتبرون الطريق حلم لهم وللأجيال المتعاقبة، لذلك يبذلون كل ما في وسعهم لتحقيق هذا الحلم، مشيراً إلى أن المواطنين الذين مر الطريق بمناطقهم تنازلوا عن مملكاتهم من أجل الطريق، وأبان أنه حتى اليوم الحكومة لم تعوِّض أي إنسان رغم أن الطريق مر بمنازل ومزارع وأشجار هشاب بعض المواطنين، لافتاً إلى ضرورة إيجاد معالجة لمشكلة كبري وادي كايا بـ(عد الفرسان) وأن يتحرك النواب بالمجلسين الوطني والتشريعي وحكومة الولاية لتأمين تمويل التكلفة الإضافية لإنشاء الكبري. بينما أعرب رئيس اللجنة الشعبية لتنمية عد الفرسان البرلماني السابق “بشير الساير” عن تقديرهم لاهتمام الشركة بإنفاذ الطريق وجلوسها مع أعيان وقيادات المحليتين لتنويرهم بآخر المستجدات عن الطريق وإزالة الشكوك التي بدأت تعتري الكثير من المواطنين حول الجدية في تنفيذ الطريق، وأكد “الساير” قدرتهم على التحرك مع وزير المالية الاتحادي ورئيس الجمهورية ونائبيه من أجل معالجة أي إشكالات مالية تعترض العمل في الطريق أن وجدت، فيما أكد معتمد رهيد البردي “عيسى الساير” أن مهمة حكومة محليته والإدارة الأهلية ستكون تأمين آليات الشركة وتذليل كل الصعوبات للشركة حتى تكمل الطريق الذي وصفه بشريان الحياة للمحليتين، ولفت إلى أن مواطني المحلية يقضون في الخريف “6” أيام في الطريق لقطع نحو “60” كيلو متراً، من أجل الوصول إلى عد الفرسان ومنها إلى حاضرة الولاية نيالا، مشيراً إلى الجدوى الاقتصادية للطريق. وقال إنه سيسهم في تسويق المنتجات الزراعية والبستانية بجانب إنعاش تجارة الحدود من دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى. ويبقى الانتظار سيد الموقف لدى مواطني المحليات المستفيدة من الطريق لإكمال الـ “60” كيلو متراً، حتى رهيد البردي وإنشاء الكباري الثلاثة “بلبل تمبسكو، وعد الفرسان ورهيد البردي” والذي وضعت له الشركة مدة أقصاها ديسمبر من العام “2017” في وقت نص فيه العقد على إكمال الطريق مارس “2018”.