الاتحادي الديمقراطي يخطف الأبصار بأرض المعارض ببري!!
بقلم – عادل عبده
كان يوماً مشهوداً ورائعاً نادر الصورة والتكرار في أرض المعارض ببري يوم (السبت) الموافق 29 أكتوبر الجاري.. وكانت اللوحة السريالية تخطف الأبصار والألباب فالحدث كان أسطورياً وملحمياً.. والفكرة كانت على أعتاب النكهة العصرية والإبداع المتألق.. كان الشعور بالذهول والإعجاب يتجسد في قدرة الاتحادي الديمقراطي بولاية الخرطوم على حشد حوالي (3060) عضواً (ثلاثة آلاف وستون عضواً بالتمام والكمال) في الصالة الخامسة بمعرض الخرطوم الدولي، في لفتة تستحق الدراسة المتأنية والتأمل الشفيف في زمن استعصى فيه إحضار الجماهير في المناسبات السياسية.. ولا أعتقد أن هذه الصالة قد استضافت من قبل ذلك مثل هذا الحشد الضخم مما حدا بالوزير “محمد الدقير” أن يخاطبني قائلاً:(أنظر إلى هذا الحشد الكبير بنفسك).
في الصورة المقطعية جاءت المبررات الرئيسية لقيام هذه المناسبة الكبيرة من أجل تحقيق رسالة حافلة بالمعاني والدلالات على الصعيد السياسي والتنظيمي، فالواضح أن مؤسسة الاتحادي الديمقراطي كلفت القائمين على أمر الحزب بولاية الخرطوم بتنظيم هذا الحشد الهائل في إطار إظهار القوة الحزبية في الجانب التنظيمي، المتمثل في سلامة ترتيبات اجتماعات اللجنة المركزية المرتقبة وقيام المؤتمر العام، علاوة على إظهار ديناميكية الحزب وتفاعله في الجانب السياسي على صعيد التبشير بمخرجات الحوار الوطني والوثبة الوطنية الجامعة.
بالفعل وقع الاختيار على الأستاذ “أسامة هلال” والأستاذة “منى فاروق سلمان” بتنفيذ هذا التكليف الكبير تحت إشراف الوزير “محمد الدقير” رئيس الحزب بولاية الخرطوم. وقد كانت هنالك لقاءات على هذا النمط في جميع ولايات السودان، حيث كان مسك الختام لقاء أرض المعارض ببري.
في مستهل الاحتفائية تحدث “عصام العمدة” ممثلاً لمنطقة البراري العريقة في قلوب الاتحاديين والتي تحتضن اللقاء على الصعيد الجغرافي، ثم تحدثت أمينة المرأة الأستاذة “منى فاروق” التي ألهبت حماس الحضور في كلماتها وقدمت تقريظاً رائعاً تناول السيرة العطرة للرموز التاريخية في حزب الوسط الكبير ابتداءً من الزعيم المؤسس “إسماعيل الأزهري”، مروراً بالشريف “حسين الهندي” وصولاً إلى الشريف زين العابدين، كما أشادت بالرموز الصوفية بالمنطقة وجموع الاتحاديين. ومن جهته كانت كلمة الوزير “محمد الدقير” قطعة أدبية معطونة في السياسة وقد ركز على الوحدة الاتحادية بصورة لافتة، وأقر بأن الثقافة التنظيمية لدى الاتحاديين ضعيفة. وأوضح الوزير “محمد الدقير” بأن دعوة الإصلاح والمعالجة الحزبية لا تقوم على الملاسنة والهتر الشخصي والتمادي في الفجور.. وبعد ذلك ألقى الدكتور “أحمد بلال” الأمين العام المكلف كلمته قائلاً لابد من تحية الغائب الحاضر وصديق العمر الدكتور “جلال الدقير” وقد سخر الدكتور “بلال” من تحركات من وصفهم بالصبية. وقال إن هؤلاء رفعوا شعار التخلق العاشر، بينما نحن تجاوزنا التخلق الخامس عشر. وأسهب الأمين العام المكلف في مدح منهج المؤتمر الوطني في عملية الحوار الوطني الذي وصفه بالنزاهة والتواضع والتماهي مع الرأي المضاد لهم. وأعلن “بلال” في خطوة حاسمة قيام مؤتمر الحزب في 19 ديسمبر القادم.. في مشهد مؤثر قام الأمين العام المكلف والوزير “الدقير” والوزير “حسن هلال” والبروف “علي عثمان محمد صالح” بتوزيع الشهادات التقديرية التي شملت أسماء عدد من رموز الحركة الاتحادية، على رأسهم المرحوم “محمد يوسف أبو حريرة” والوزير الأسبق “نصر الدين السيد” والعم “محمد مراد” والعم “بابكر عباس” والسيدة “عائشة عبد الرحيم” المرأة الاتحادية الناشطة في العيلفون وأم ضواً بان.
كانت صورة الاحتفائية شريطاً يدق في خلجات النفوس ويتوغل في العقل والمنطق، فقد كانت ملامح اللقاء ملحمة توثيقية تعبر عن عاصفة قوية تدق طبولها وتعكس زحفها المتصاعد.. فقد رسم الحزب تلاحماً قوياً وترابطاً راسخاً بين القيادة والقاعدة فكان الحبل الممدود على المغنطيس الجاذب بين الطرفين.. مرت احتفائية الاتحادي الديمقراطي بمذاق فريد ومؤثرات لامعة ستكون عالقة في الذاكرة ردحاً من الزمان!!